حوطة بني تميم وما حولها

 أهلا وسهلاً بكم مع الباحث الجغرافي والرحالة حمد العسكر في هذه الرحلة

هذه رحلة عابرة إلى حوطة بني تميم وسد المياه بنعام والحريق ثم براري الصدر التي تمتد من الحريق إلى وادي برك ...

       في هذه الرحلة لن أتطرق إلى الجوانب الحضرية باستثناء السدود .... وسأكتفي بعرض مبسط لبعض أشكال الحياة القديمة في الحوطة ثم زيارة السدود المقامة على الأودية المتجهة نحو الحوطة ... ثم نأخذ جولة طبيعية في مظاهر السطح والبراري الواقعة غرب الحوطة والممتدة من الحريق إلى وادي برك خلف حافة جبال طويق التي تبدأ منها أودية وشعبان الحوطة والحلوة ... والتي تشكل خط تقسيم للمياه.

أتمنى أن تسعدوا معي في هذه الرحلة ... إلى أن نعود في رحلة تفصيلية أكثر للمنطقة

منظر فضائي يوضح خط الرحلة السريعة إلى الحوطة وما جاورها

 

 الوقفة الأولى

حوطة بني تميم

تقع حوطة بني تميم إلى الجنوب من الرياض بحوالي 170 كم عبر طريق الجنوب .... وحوالي 100 كم وجهة مستقيمة ... ويمر إلى الشمال منها بقليل مدار السرطان الذي يعتبر أقصى دائرة عرض تتعامد عليها الشمس شمالاً في فصل الصيف ... وهي دائرة عرض 23.27 ش.

تقع الحوطة في منطقة انتقالية بين جبال طويق غرباً والبياض شرقاً ... لذلك نجدها تتوزع بشكل غير منتظم في أودية وشعاب طويق ... ومن أهم أحيائها حي السلامية الذي ظهر في أعلى الهضبة ويقع شرقاً والذي يمر به طريق الجنوب والذي يعتبر أرقى الأحياء هناك ... وغيره مثل حي الحلة وأسفل الباطن والصدر والفرعة ...

وتنتشر بعض المراكز الأخرى التي تتبع محافظة الحوطة مثل مركز الحلوة والذي يظم القويع والعطيان .... وإلى جانب حوطة بني تميم توجد محافظة الحريق ومركز نعام والتي تعتبر جزء لا يتجزأ من المنطقة في العادات والتقاليد والصلة الوثيقة.

وسأطرح بإذن الله رحلة أخرى مفصلة عن الحوطة والحريق توضح الجوانب الطبيعية والبشرية والحياة الفطيرة في المحميات هناك

أترككم الآن مع هذه الجولة السريعة من الصور في حوطة بني تميم

صورة جوية للحوطة ونلاحظ انتشار السكن والعمران في بطون الأودية وإلى اليمين حي السلامية

والجدير بالذكر أن تضاريس المنطقة معظمها هضاب وأودية وشعاب في هذا الجزء من حافة طويق وتجتمع العديد منها في الحوطة ثم تتجه إلى الشمال الشرقي نحو الدلم والخرج ملتقى أودية طويق الجنوبية .... ومن أهم تلك الأودية وادي الحريق ووادي الحوطة ووادي الحلوة ووادي برك.

 

مبنى المحافظة الجديد بحوطة بني تميم ويقع في حي السلامية ويعتبر من المعالم الحديثة هناك

 

جامع الحلة قرب سوق الخضار وهو من أقدم وأكبر الجوامع .. وقد أعيد بنائه بنمط معماري جميل

 

أحد المعالم الجميلة شعار يحمل راية التوحيد على مدخل الحلوة بالعطيان

 

ساعة بق بن عند مفرق القويع بالحلوة

 

أحد المنازل القديمة في الصدر والتي اشتهرت بها الحوطة وسط بساتين النخيل المنتشرة والمعروفة باسم ( الحيالة )

 

إحدى النخيل التي تتجلى فيها عظمة الخالق .. أخذت شكلاً حلزونياً بدلاً من الاستقامة للأعلى

 

المنزل القديم الذي عاش فيها محدثكم جزءً من حياته قبل أن ينتقل إلى الدلم عام 1411هـ . والله المستعان

 

صورة لبعض الماعز البلدي والذي يربيه السكان المحلين في بساتين النخيل

 

صورة لأحد مجاري الأودية قرب أسفل الباطن ... ونلاحظ اهتمام البلدية برصف جوانبه لتجميله ومنع التعديات عليه

 

والجدير بالذكر أن بلدية حوطة بني تميم من أفضل البلديات في المملكة فقد أدت دوراً بارزاً يشاهده الزائر في التنظيم والاهتمام بالنواحي والمرافق العامة

 

صورة للمدخل الشمالي الشرقي ( القادم من الرياض ) وقد كسي بحلة جميلة من العقود والألوان

 

الوقفة الثانية

السدود: سد الحوطة - سد لصاد - سد الحريق

من أهم السدود التي شيدت على الأودية لحماية المزارع والمساكن ولخزن المياه في جوف الأرض ثلاثة سدود هي :

سد الحوطة

ويقع إلى الشمال الغربي من الحوطة على الطريق المؤدي إلى الحريق

 

صور للمياه خلف سد الحوطة عقب سقوط أمطار الخير في شهر ذو القعدة 1429هـ

 

سد نعام "لصاد"

يقع سد نعام إلى الشمال بقليل من مركز نعام وقد أقيم السد لحماية المنطقة السكنية من المياه التي تجلبها السيول من أعلى الهضبة عبر شعاب متعددة تجتمع لتكون ضخاً قوياً جارفاً عند غزارة الأمطار

سد لصاد بنعام والذي يحمي مركز نعام بعد الله من السيول الجارفة

 

صور للسد الذي يبلغ طوله 300م  وارتفاعه 12م  وسعته التخزينية 1.5 مليون متر مكعب أنشاء عام 1406هـ

 

صورة للبحيرة خلف سد لصاد بنعام عقب سقوط الأمطار في ذو القعدة 1429هـ

سد الحريق

يقع سد الحريق إلى الشمال الغربي من مدينة الحريق بحوالي 9كم ويعتبر من أكثر السدود في المملكة طولاً إذ يبلغ طوله حوالي 1.700م من الشرق إلى الغرب ... ويحبس خلفه مياه كثير من الشعاب والأودية القادمة من خط تقسيم المياه الغربي لظهرة العليا والمناطق الواقعة غربها.

 

صورة جوية توضح سد الحريق الذي يصل عرضه إلى 1.700م

 

صورة لبحيرة سد الحريق بعد سقوط أمطار ذو القعدة 1429هـ

جلسة مع رفيق الدرب خالد الحقباني حول بحيرة السد

 

صور جميلة تنتشر بكثرة في تلك المناطق

 

الوقفة الثالثة

بر الصدر رحلة من وادي الحريق إلى وادي برك

      توجهنا نحو الغرب عبر الطريق الجديد الذي يصل الحريق بهجرة الرين ... وسرنا عليه قرابة 40كم حتى أصبحنا محاذين لنهاية حافة طويق ثم اتجهنا نحو الجنوب عبر بر من أجمل براري المنطقة قاصدين هجرة برك "وادي برك" وادي المزارع والمظاهر السطحية الجميلة ... وسنأخذ جولة سريعة عبر الطريق إلى هناك

 

رسم مخطط الرحلة ... وإلى اليسار نشاهد طريق الرحلة البرية من الحريق إلى وادي برك

 

في بداية الطريق عند نهاية حافة طويق الغربية نشاهد بعض آثار التعرية التي نتج عنها أشكال جميلة لمظاهر السطح

 

فقد كان هذا الشكل الجميل ملفتاً للأنظار من بعيد مما دفعنا إلى الذهاب إليه

 

          والعجيب عندما كنا حول هذا العمود الصخري والمائدة الصخرية ... وبعد أن مكثنا قرابة نصف ساعة إذا برحالة من عشاق المظاهر الطبيعية يأتون إلى هذا المكان ...ليسوا من هذه البلاد وإنما من بلاد الغال وبالتحديد من فرنسا ... ولا عجب لذلك فقد رأيت العديد من الأجانب يتمتعون بالرحلات البرية والاستكشافية في جزيرة العرب أكثر منا ... فاجئناهم بخروجنا الغير متوقع من حول هذه الصخرة ... فسيارتنا كانت في مكان منخفض لم يروها إلا عندما توقفوا للنزول ... وتوجهت أنا والصديق خالد إليهم ... كانوا ثلاثة فرحبنا بهم وأشعرناهم بالارتياح تجاهنا من خلال ذلك ... ومن خلال التحادث معهم باللغة الإنجليزية الركيكة لدينا تمكنا من معرفة جنسيتهم وأنهم عشاق للرحلات الاستكشافية ويعملون في المملكة في إحدى المصانع .. ويستغلون يوم إجازتهم في هواياتهم الخاصة.. وأخبرتهم بأن هناك أماكن جميلة في بلادنا كما لديكم في فرنسا وأهلا وسهلاً بكم. ولنا رحلات إن شاء الله إلى بلادكم للاشتكشاف والاستجمام.

صور للرحالة  الثلاثة حول موقع الصخرة المنحوتة

 

توجهنا بعد ذلك نحو الجنوب قاصدين وادي برك وفي الطريق مررنا بما أعتقد أنه مبنى حديث لمركز حماية الحياة الفطرية أو ما شابه ... لم نجد فيه أحد ووجدنا خزاناً أرضياً مملوء بالماء العذب فأخذنا منه كفايتنا وصلينا الظهر ثم واصلنا السير في ذلك البر الجميل نحو الجنوب

المبنى الذي مررنا به ويبدوا أنه حديث البناء

 

خزان الماء الذي تزودنا منه للوضوء ... والغسيل

 

يتميز بر الصدر بكثافة أشجار السمر والحشائش الرعوية في مجاري الشعاب الصغيرة

 

في الطريق كثيراً ما نمر بالإبل التي تضفي على المكان جمالاً إلى جماله

 

ومن حين لآخر وقبل وصولنا لوادي برك تظهر لنا بعض المساكن المؤقتة لرعاة الأغنام

 

أحد المساجد القديمة ويبدوا حوله طريق جديد قادم من برك نحو الهجر المجاورة

 

صورة لآثار الأمطار التي سقطت في الليل على هذه المنطقة مما زاد الجو والبر متعة وجمالاً

 

وصلنا إلى برك وهذه إحدى المزارع في ذلك الوادي الخصب

 

تزودنا من هذه البقالة قبل خروجنا من هجرة برك

ثم توجهنا بعد ذلك إلى طريق الجنوب الذي لم يعد يبعد عن موقعنا سوى 45كم ... على أمل العودة في وقت آخر لمواصلة الرحلة نحو الحيانية ومناطق برية أخرى نحو الغرب من وادي برك

أتمنى أن تكون قد سعدتم معي في هذه الرحلة القصيرة

    تقبلوا تحيات أخوكم  حمد العسكر وإلى اللقاء

في الرحلة القادمة