بسم الله الرحمن
الرحيم
"منغوليا"
رحلة إلى المجهول من بقاع الأرض
المرحلة الخامسة :
من نهر
Seleng river
إلى بحيرة
Khovsgol Lake الجميلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... سوف نقرأ في هذه المرحلة من الرحلة
- الخروج من جسر
Seleng
- عبور المراعي نحو مدينة
Murun
- الوصول إلى البحيرة
Khovsgol
- حكاية المرأة المثقفة
وأمها والإقامة عندهم
- رحلة في قارب المرأة
المثقفة إلى وسط البحيرة
- الانتقال للإقامة في
مشروع المرأة المثقفة السياحي
- سبب إسلام مرافقي "علي"
عند مشاهدته لعباد القمامة
- مشاركة المرأة وأبنائها
الاحتفال بافتتاح منتجعهم السياحي الصغير

خريطة توضح مسار رحلتنا في إلى الوجهة
التالية ... وتظهر الدائرة باللون البرتقالي حيث بحيرة
Khovsgol
الجميلة
أعزاء القراء
المتابعين لي في رحلتي .. أعتذر عن الاختصار في كثير من
المراحل .. ولكنني سأسعى جاهداً إلى مزيد من الاختصار مع
محاولة عدم الإخلال ... فأنا أعلم أن الكثير ينتظر هذا
التقرير منذ 3 أشهر ... سعيت جاهداً لأكتب نبذة
عن الوقفة أو المرحلة من الرحلة ثم أتبعها الصور مع
التعليق .. حتى أجعل من القارئ مرافقاً معي خلف شاشته.
في هذه المرحلة
من الرحلة ... خرجت مع مرافقي الشاب الذي أسميته "علي"
متجهاً نحو مدينة
Murun ومن ثم
إلى بحيرة
Khovsgol .. ولم تكن
المسافة بالقصيرة فقد سرنا أكثر من 300كم براً للوصول إلى
هناك. وعند الوصول تجولنا في القرية حول البحيرة ...
ووجدنا بعض النزل التي أعدت للمتنزهين والقادمين من بعيد
... ولحسن الحض وجدنا امرأة من أهل المنطقة تتكلم الروسية
بطلاقة في أحد مطاعم القرية .. فطلبت من مرافقي أن يسألها
عن مكان للنزل حول البحيرة ... فأخذت تتحدث معه لبرهة
فتبسم وأخبرني أنها تملك مكان إقامة وبرنامج سوف تقدمه لنا
يشمل الإقامة في بيت والدتها يوم وليلة ... ثم التوجه لوسط
البحيرة في قارب خاص بها ... ومن ثم العودة والإقامة في
المنتجع السياحي الصغير الذي ما زالت تبنيه من الخيام
المغولية والمنازل الخشبية يوم وليلة ... وبعدها ستأخذنا
في جولة سياحية بقاربها إلى مكان يعتقد الناس فيه خرافات
وخزعبلات دينية ...
تعجبت لأمر المرأة ... وقبلنا العرض ، وسألناها كم ندفع
لها؟ فقالت الذي
تستطيعون؟ فقلت حرجاً 40 دولاراً لكل يوم شاملاً الإقامة
والمعيشة والتنقل بالقارب. فوافقت. ثم انتقلنا مباشرة إلى
منزل والدتها .. كان مرتباً وجميلاً ... وجواره حظيرة
لحيوانات الياك والأبقار التي يحلبونها .. وخرجنا في اليوم التالي في نزهة برفقة
المرأة إلى جانب وسط البحيرة حيث المكان الجميل الذي تنتشر
فيه حيوانات الرنة ..
عدنا بعدها وانتقلنا إلى المنتجع الذي ما
زال تحت البناء وأقمنا في خيمة أعدتها المرأة لنا ... وقد
طلبت من المرأة أن لا تقدم الطعام لنا. فقط تزودنا بالبصل
والخضار وما شابه ... ونحن نطبخ الطعام وندعوهم للأكل معنا
... وقد أعجبها ذلك كثيراً ..
وفي اليوم التالي أخذتنا بالقارب إلى طرف نائي من البحيرة
... لمشاهدة مكان يحج إليه القليل من الناس يتقربون إلى
آلهتهم المزعومة بالركوع أمام أطعمة قذرة وأوساخ ونقود
يقربونها للشيطان ..
حدثتنا المرأة عن حياتها وكيف أنها درست في
روسيا وتعلمت فن صناعة السياحة ... وكيف جعلت من هذه
المهنة مصدر رزقٍ لها خلال 4 أشهر من السنة فقط ... حتى
أصبحت من أثرياء المنطقة..
سوف ابقي مزيداً من الشرح في التعليق أسفل
الصور
تابعوا معي بالصور هذه المرحلة
منذ خروجنا عبر الجسر إلى البحيرة الجميلة

أثناء عبورنا الجسر ترتب علينا دفع مبلغ
رمزي ريع لخدمة الجسر

منظر فوق الجسر



عادت الطرق البرية والمراعي والأغنام التي
تشرح صدر الناظر إليها

مجموعة من العجول ترتع بحرية مطلقة

تسوء الطرق في كثير من الأحيان

وتتخللها جسور خشبية


وأحيانا يزعجنا الطين عند عبور الجداول

أمام رائحة المكان طوال الطريق عطرة لكثرة
الأزهار والنباتات العطرة

الشاحنات تعبر البراري نقلاً للمؤن قبل
حلول الشتاء ... الذي يستمر 8 أشهر تغلق خلاله الثلوج جميع
الطرق

تتشبع الطرق من حين لآخر

منغوليان يركبان دراجة نارية

هواة بلا حدود وسياح لا يمتعهم
إلا التعب
يقطعون مئات الكيلوات على دراجات هوائية

عادت الأمطار للتساقط مضفية جوا شاعرياً

منظر لأحد المنازل على الطريق المؤدية
لمدينة
Murun

يبدو تغير التربة بشكل واضح من الرملية
والطينية إلى الصخرية

تساقط الأمطار يزيد الجو برودة والطريق
وعورة


الطين هاجس مخيف لكل مركبة


شرب الجميع الأرض والعشب وظهور الخيل من
أمطار الخير

عظمة الله تتجلى في خلقه

تغيرات مفاجئة في الغطاء النباتي تبعاً
لتغير التربة


كان لا بد من التوقف لتفقد السيارة وصنع
الشاي ... حيث الجو العليل


جلسة في هذه البراري الواسعة الخضراء
الباردة ذات الروائح الزكية ... كأنها ضرب من الخيال




خرج لنا الطريق المعبد
قبيل وصولنا لمدينةMurun .. ولكن وجوده
كعدمه.. بل أسوء

مدينة
Murun كما
تبدو قبل وصلنا لها

طائر البلشون الأبيض

اقتربنا كثيراً من المدينة الخشبية

الكل يمارس الحياة ويستمر في
إعمار الأرض


هذه مدينة مورون الصغيرة تعتبر مفترق طرق
نحو الشمال إلى روسيا والجنوب والشرق والغرب

خزانات وقود تالفة

سيارة حديثة في مكان قديم

محطة وقود زودت السيارة وجوالين الوقود
الاحتياطية منها حوالي 140 لتراً يعادل 850 ريالاً .. والله
المستعان

المدينة كما تبدو من الشارع الرئيسي

صورة لأحد الشوارع الفرعية


رجل مسن قابلناه وكان يحدثنا عن أيام عصيبة
مرة عليهم إبان حكم الشيوعية ..
لم نطل المكوث في المدينة الخاوية ...
تناولنا الغداء في أحد مطاعمها ثم خرجنا تاركيها وراء
ظهورنا ... وقد تعودت أن لا أعود للخلف أثناء السير في
رحلاتي ما لم أضطر إلى ذلك ... لذلك أراعي دوماً رسم مخطط
السير ... كما هو مخططنا الطويل هذا ..

المدينة بعد خروجنا منها جهة الشمال

الطريق كما يبدو بعد أن سرنا بضع كيلومترات

الطريق نحو الوجهة ما زالت المراعي والمروج
ترافقنا رغم اشتداد البرد

كثيرا ما تشاهد هذه السيارات الروسية
القديمة ذات الدفع الرباعي والجودة العالية تنقل الركاب
والبضائع

لافتة لأحد المتنزهات الطبيعية

أثناء توقفنا للراحة

الجميع متجه للبحيرة

يميزها الارتفاع والدفع
الرباعي
الآن بعض الصور للقرية عند وصلها

حيوانات الياك لا تعيش إلا في المناطق
شديدة البرودة .. مصدر للحليب والغذاء

منازل الخشب عوازل جيدة تقي ساكنيها بأس
الشتاء الذي تنخفض فيه الحرارة إلى مادون -40ْ تحت الصفر

تساعد أسقف المنازل المائلة على إزاحة
الثلوج عن سقف المنزل

بعض المتاجر


ثور الياك يتميز بشعره الكثيف وقرونه القوية

جانب من منازل القرية حول البحيرة

هذا هو المطعم الذي توقفنا لتناول ما خف
أكله ووجدنا المرأة المثقفة فيه
أطلقت عليها المثقفة لأنها تختلف جذريا عن
باقي السكان فهي متعلمة درست الروسية في روسيا وتتكلم شيء
من الإنجليزية طورت نفسها واستخدمت عقلها في تطوير منطقتها
وإنشاء منتجع سياحي بسيط وتقديم رحلات بحرية بأسعار مقبولة
... جعلت منها ثرية بالنسبة لقومها ... وهي متواضعة
ومحبوبة لدى الجميع ...
أخبرناها أننا سنأخذ جولة
بالسيارة حول البحيرة من
الجانب الغربي ثم سنعود إليها في بيت أمها

الطريق الرئيسي وسط القرية متجه نحو
البحيرة ويبدو أنه تحت التطوير
قد يسأل البعض لماذا هذه المنطقة رغم
جمالها ليست ذات كثافة سكانية رغم كونها سياحية بالدرجة
الأولى كما تساءلت أنا ؟ يزول التساؤل إذا علمنا أن المنطقة 8 أشهر
تكون بيضاء من الثلوج والبحيرة متجمدة تسير عليها السيارات
وأنها لا تكون حلة بهذا الجمال سوا 3 أشهر صيفاً.

الجانب الغربي من البحيرة أثناء وصولنا

يوجد بعض السياح القادمين من مدن متفرقة من
منغوليا وقليل من دول شرق آسيا وروسيا القريبة

بعض الخيام التي نصبت للإقامة حول البحيرة

وهناك نزل بنيت من الخشب

تتوزع منازل كثيرة حول البحيرة التي تمتد
لعشرات الكيلوات

سرنا مسافة محاذين للبحيرة من الجانب
الغربي

مسافات طويلة من جوانب البحيرة لم يسكنها
الإنسان أو يغير ملامحها كما فعل بمناطق عدة أخرى حول
العالم

صخور تتبعثر على الساحل

وسواحل أخرى تكسوها الخضرة

وأثار قديمة لمرفأ أكل عليه الزمان وشرب

نزل مطل على البحيرة
بعد ذلك عدنا جنوب البحيرة لنتجه نحو
الجانب الشرقي مروراً بمنزل أم المرأة المثقفة

جسر خشبي يوصل إلى الجهة الشرقية ... فوق
أحد الأنهار التي تصب في البحيرة

جنوب البحيرة حيث تتقابل الأنهار لتصب في
البحيرة







غابة قرب البحيرة

اقتربنا من بيت أم المرأة الذي سنقيم فيه
يوم وليلة

سيارتنا أوقفناها بالخارج جوار مكان
الإقامة

المرأة المثقفة بعد دخولنا حمى منزلهم

أحد مرافق المنزل المطبخ

غرفة النوم التي أعدت
للضيافة

جانب من غرفة النوم الفسيحة ويظهر بها
سريرين كبيرين


الأم تعد لنا مشروبا ساخنا ترحيباً بنا

مرافق أخرى داخل حمى المنزل

غرفة أخرى حيث تسكن الأسرة

وسيلة التدفئة وفرن الطبخ التقليدي الذي
يغذي الموقع بالحرارة



مرفقات المطبخ ونشاهد أواني الحليب وقدور
الطبخ

داخل الحوش المخصص للماشية حيوانات الياك
والأبقار

سيدة البيت تحلب الأبقار في الصباح الباكر

وكذلك أنثى الياك

مجموعة من الحيوانات الأليفة

إحدى غرف المنزل حديثة البناء


زرقة السماء شديدة جداً والجو خال من
العوالق في سكون تام للهواء

محدثكم قرب البحيرة

ومرافقه "علي" في انتظار وصول المرأة
وقاربها الذي سيقلنا في جولة داخل البحيرة

دراجة أحدهم .. أوقفها قرب البحيرة وذهب
... فالمكان آمن

وصل القارب

علم البلاد

محدثكم تعلوه الابتسامة والسرور في طريقه
نحو وجهة جميلة تطل على البحيرة

وصلنا إلى هذا المكان
الرائع الذي يعمه الهدوء
والجمال العجيب ... فسبحان الله العظيم



سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه
ورضا نفسه ومداد كلماته


صومعة من القماش في الغابة المجاورة حيث
يربي أحدهم حيوانات "الأيل" نوع من الغزلان ويسمى أيل
الرنة


يعيش هذا النوع الذي يسمى بأيل الرنة في
المناطق الباردة

والأيِّل
هو الحيوان الوحيد الذي له عظام
على رأسه تسمى القرون المتساقطة. تختلف هذه
القرون عن القرون الدائمة التي تتكون من طبقات
صلبة قوية من الجلد ذات لُب عَظمي. وهو من
أكثر الثدييات الأرضية الكبيرة انتشاراً، كما
أنه مشهور بقدرته على العدو.
يوجد أكثر من 60
نوعاً من الأيائل في العالم، منها الكاريبو
وأيِّل الأحراش والموظ والأيِّل الأذاني
وأيِّل المِسك والرّنة والرُّو. ويعيش بعض
الأيائل في الصحارى الحارة الجافة وبعضها
الآخر في المناطق الباردة فوق الدائرة القطبية
الشمالية، في حين يعيش معظم أنواع الأيائل في
الأراضي العشبيّة، والمستنقعات، أو في الغابات
ذات المناخ المعتدل.

أثار قطع الإنسان للغابات
مكثنا بضع ساعات نتجول ثم عدنا أدراجنا


صور من البحيرة للشاطئ
عندما وصلنا انتقلنا إلى الإقامة في
المنتجع الصغير الذي تبنيه المرأة المثقفة

جانب من المنتجع ... مجموعة الغرف الصغيرة

ومجموعة خيام حديثة البناء

هذه واحدة سنقيم فيه يوم أخر وليلة
جوار البحيرة



لفت انتباهي هذا المنظر قرب مكان إقامتنا
... سيارة قديمة جوار منزل جميل خلفه جانب من البحيرة

طيور النورس في كل مكان

والأرض تتغنى بألوان الأزهار والروائح
الزكية الفواحة

ابنة المرأة المثقفة ... تقلد أمها في غسيل
الملابس

منظر لموقع مشروع المرأة ... ونشاهد إحدى
الخيام تحت الإنشاء

طريقة ذكية لغسل اليدين .. خزان صغير يثبت
بجذع الشجرة ... ويملأ بالماء ويعمل بدفع الجزء السفلي
للداخل لينسكب منه الماء
قضينا الليلة بهدوء وسلام وراحة بال ...
وفي الصباح توجهنا نحو البحيرة لأخذ جولة نحو وجهة جديدة
وغريبة


قاربنا الذي سيبحر بنا مسافة 20كم داخل
البحيرة

ربان القارب وهو زوج المرأة التي أطلقت
عليها اسم المثقفة

المرأة المثقفة ... أبت إلا أن ترافقنا في
الرحلة ...

مناظر جميلة تحيط بنا طوال الرحلة وسط
البحيرة



غابات بكر وشواطئ لا يكاد أن
يكون وطئها إلا
القليل من البشر


سفينة تحمل متنزهين تتجول بهم داخل البحيرة
...


علم القراصنة على قارب آخر ... يذكرنا بفلم
الكرتون "جزيرة الكنز"

وصلنا إلى المكان العجيب
عجيب في منظره ... وعجيب في شكله حيث
يتداخل لسان من اليابس وسط البحيرة كأنه يقسمها ... وعجيب
لما يعتقد الناس فيه من تنزل آلهتهم المزعومة هناك ... حتى
تسابقوا لوضع قرابين غريبة رضاء لها ... نعوذ بالله من
الجهل ... وتجلى ربنا في علاه عما يعتقدون ويقولون
لو تأملوا من حولهم بعقولهم
جيداً لعلموا عظمة مبدع هذا الجمال ... ولكن حال لسانهم
هذا ما وجدنا عليه أبائنا
قال تعالى : {
بل قالوا إنا
وجدنا آباءنا
على أمة وإنا على آثارهم مهتدون }


وقفة
هنا لنا وقفة قصيرة ... مرافقي الشاب
رافيجكس الذي سميته "علي"
كنا طوال الرحلة نتحدث عن أمور كثيرة ... وكنت دائما أحدثه
عن الحياة والوجود والكون ... وكيف أنظر لها أنا من منظور
الإسلام ... وما منظوره هو بغير دين أو ملة ... نظرتي
للحياة ونظرتي للكون ونظرتي للوجود .. كانت بالنسبة له
أمراً يحب أن يسمعه وأكرره دائما له ... رغم قصر المعاني
والكلمات المعبرة باللغة فيما بيننا.. فكنت أشرح
له هذه الجمل على النحو التالي :
عن الكون
: ( على الإنسان أن
ينظر ويدرك بأن الكون من حوله مخلوق لا يمكن أن يكون قد
وجد صدفة .. )
مخلوق بمقدار كما و
كيفا. يقول الله تعالى: (
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ
بِقَدَرٍ )
وعن الحياة :
(
بأنها
حياة ممتدة إلى ما شاء الله . حياة في الدنيا ، وحياة في
الآخرة تمثل الخلود والبقاء ولكن يفصل بينهما مرحلة
انتقاليه تسمى الموت "حياة البرزخ" ؛ فالحياة الدنيا فترة قد تطول بميزان
بعض الناس ولكنها تقصر بميزان الله الذي خلق الدنيا لغاية
حددها في كتابه)
قال تعالى : ( تبارك الذي بيده
الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة
ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور )
وعن الوجود :
( بأن الوجود ينقسم
إلى قسمين واجب الوجود وهو الخالق سبحانه وتعالى، الذي
نعرفه بعقولنا ولا تدركه أبصارنا أو خيالنا ... وجائز
الوجود وهو ما سواه من الخلق بقسميه عالم الشهادة "ما
نشاهده من حولنا من المخلوقات وعالم الغيب ما غاب عن
ناظرنا كالجن والملائكة وغيرها ...
) قال تعال : "هو
الله الذي لا إله إلا
هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم
"
كنت أرى ذلك الشاب يصغي
إلي كثيراً عندما أتحدث عن هذا الأمر ... فكأنه يبحث عن
جواب لأمور تدور في عقله دون أن يعلم بها ..
الأمر الذي دفعه طوال
الرحلة يسألني أن أعيد عليه بعض الأمور التي حدثته عنها في
الإسلام كنظام الزكاة والعدل .. والصدقة فكثيراً ما كانت
تعجبه تلك الأنظمة والأعمال .. كان
يراني دائما أصلي جمعاً وقصر ولما أخبرته أنها صلة بيني
وبين من أؤمن به خالق كل شيء .. كان يحترم ذلك العمل ويجله
... رغم ما قد يدور في عقله .. وكنت دائماً أحدثه عن
أحوال كثير من الناس ... وخاصة المعتقدات فكيف في الهند
مثلاً يعبدون الأبقار ... فأسأله أتعتقد أن عملهم صحيح فكان يضحك ...
وأخبرته بعد أن عرضت عليه صوراً لقبيلة أفريقية تسمى "ماسايا"
كيف يعبدون الأرواح .. فكنت أسأله أتعتقد أنهم مصيبون
فيضحك ويسخر منهم ... فكان يقول لي : كون الإنسان
بلاد دين خير له من عملهم ..
ولكني إذا حدثته عن الخلق والأشياء من حوله وعن الوجود وعن
نظام الكون والموت والحياة ... أتعتقد أنها صدفة لا مدبر
لها ... كان يشخص ببصره إلي.. ويحتار عقله.. وما أن
أتحدث عن ذلك.. فأسأله أتعتقد أن من يؤمن بأن كل ذلك
لابد أن يكون له خالق يكون مخطأ مخطئ.. فيقول لا .. فأسأله أصواب .. فيقول لا أدري ..
في جولتنا هذه زادت حيرة
مرافقي عندما رأينا أناس يأتون مكان نائي يذلون
أنفسهم لشيء لا يوافق العقل والفطرة ... الأمر الذي أنكره
الشاب "علي" مباشرة عندما رآه .
والقصة كالتالي : وصلنا
إلى مكان جميل ... ووجدنا كالعادة مكبات للأوساخ والطعام
الفاسد تجمع على شكل هرم ... وهي تنتشر في مناطق مررنا بها
كثيراً .. ولكن هنا رأينا الناس كبارا وأطفالاً يركعون
عندها، ولن أخوض في اعتقادهم.. لكن عندما سألت الشاب علي
أتعتقد أنهم على صواب.. أنكر بشدة وقال لا بل لا عقول
لهم كالهنود الذين يعبدون البقر والماسيا الذين يعبدون
الأرواح.. اقتبسها من كلامي له سابقاً.. فكان ينظر إليهم وعلى وجهه
دهشة.. لن أطيل عليكم ...
فإلى هناك مع الصور

علي ينظر من حوله إلى ما يجري ... وفي
الخلف مع الأسف المرأة المثقفة تركع لهرم النفايات،
لم تنفعها ثقافتها التي
وصفتها بها

صورة محزنة مقززة يضعون النقود والأوساخ
... في مكان يعتقدون بأن آلهتهم تتنزل فيه


قد أكون الوحيد من حولهم
الذي يلجلج ويتبسم ويتعجب ويحمد الله

هرم آخر وخلفه من يسجد عليه


أحزنتني كثيراً هذه الصورة ... حتى الأطفال
على دين أبائهم ساروا



وجدت هذا السنجاب أفضل حال منهم ... يقتات
على خبزهم وأطعمتهم ويهرب في الجوار

عدنا أدراجنا ... وأنا أحمد الله على نعمة
الإسلام والهداية ... وكلي أمل في علي ... وألم في مصارعة
اللغة

عدنا إلى النزل بهذه السيارة القديمة

والد المرأة وحفيدته ...


عظمة الله تتجلى في خلقه


سرت على أقدامي متجولاً نحو البحيرة


ولدان يلعبان قرب البحيرة ...

شاطئ البحيرة ...

مروج لا نهاية لها

كلاب تستحم ... فالبحيرة للجميع ، لا أحد
يفرض السيطرة ويمنع الآخرين

قبيل المساء احتفلت هذه المرأة بافتتاح
منتجعها ... وقام إخوتها برفع لافتة تحمل اسم المكان
شعاراً جاذباً للسياح والمتنزهين ..
شاركت معهم أنا وعلي في سحب الحبال لرفع
اللافتة ...
أبهرتني مناظر الطبيعة من حولهم .. وأعجبني
كثيراً تكاتف الأسرة وتعاونها، وأحزنني كثيراً جهل الناس
وضياع اعتقادهم.
أكرمتنا المرأة بقضاء ليلة إضافية دون
مقابل في الخيمة المغولية ... فمكثت أنا وعلي ليلتنا
نتبادل الحديث في كل وادي وصوب ... حتى داهمنا النوم ...
واستيقظنا في الصباح ... مودعين المرأة وأسرتها والقرية
على ضفاف البحيرة ... مواصلين رحلتنا الطويلة التي صدم علي
من خلالها بكبر بلاده واتساع رقعتها ...
كانت هذه المرحلة الخامسة
من الرحلة .. والآن ننتقل إلى
المرحلة الساسة من الرحلة بالضغط على
الرابط التالي
المرحلة السادسة :
من بحيرة
Khovsgol Lake
إلى بحيرة
Uvs lake المالحة أكبر بحيرات منغوليا
سبحان الله وبحمده عدد
خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته
اللهم أغفر لي ولوالدي
ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
|