بسم الله الرحمن الرحيم "منغوليا" رحلة إلى المجهول من بقاع الأرض المرحلة السابعة : من منطقة بايان أولجي إلى بحيرة Terkh Lake مروراً ببحيرة Khar Us وبلدة Uliastaj
أهلاً بكم من جديد ... أكمل معكم الرحلة في براري منغوليا محاولاً الاختصار قدر الإمكان مع مراعاة أن أبقي الصورة واضحة لخط السير ليتسنى لكل متابع الاندماج في الرحلة بكل سهولة ويسر.. خرجت بعد قضاء يومين في بلدة أولجي متوجها نحو الشرق للعودة إلى وسط براري منغوليا عبر طرق برية تخترق سهوباً وسهولاً خضراء تتخللها الكثير من الأنهار والأودية والجداول والتلال والبحيرات ... كانت الأنهار والطين تشكل هاجساً مخيفاً يقطع الطريق ويؤخر السير خاصة عندما لا توجد أماكن مطروقة من قبل، لكن وبحمد لله تم التغلب عليها بكل يسر وسهولة ... المسافة من أوجلي إلى وسط منغوليا مسافة طويلة لا يكفيها يوم كامل لاجتيازها .. لذلك كانت هناك نقاط توقف لن أتحدث عنها كثير ، بل سأكتفي بذكر بعضها وقليل من الصور عنها لتشابه أنماطها الجغرافية ، كليلة بتناها في الطريق عند أسرة مغولية تعيش في معزل عن الجميع ، وليلة أخرى قضيناها عند أسرة مشابه .. ولكي أخفف من تكدس الصور في تقرير الرحلة ... سوف أقتصر على أهم المواقع والمناطق في ما تبقى من الرحلة ... لذلك وجهتنا الآن نحو بحيرة صغيرة وسط منغوليا تسمى بحيرة Terkh Lake والتي تقع في منطقة بركانية تسمى Khorgo حيث الفوهة والحمم البركانية منتشرة هناك ...
أترككم مع قليل من الصور نحو الوجهة بحيرة Terkh ومن ثم نتوقف بشيء من الإسهاب هناك
خريطة توضح مسار الرحلة نحو بحيرة تيرك Terkh حيث الدائرة الحمراء
بعد أن سرنا قرابة 80كم نشاهد مراعي خضراء تمتد مئات الكيلومترات
يزداد الغطاء النباتي واخضرار الأرض
نشاهد تارة بعد تارة بعض منازل البدو المغول حيث المراعي الوافرة
بقايا طين عقب سقوط الأمطار الغزيرة خلال أسابيع مضت
سيارة مسافر وقد توقف للنوم جوارها
ظهرت لنا طرق متعددة عندما اقتربنا من قرية صغيرة
تبدو القرية أمامنا ونحن نقترب
سبحان من جمعهم في هذا المكان البعيد المعزول
منازل وأسوار من الخشب
الألوان الزاهية في مناطق يغلب عليها لون واحد تكسر الملل من مشاهدة اللون الواحد
يبقى الخشب هو سيد مواد البناء لأهل هذه القرية
والأبقار سيدة حيواناتهم حيث توفر لهم الغذاء والحليب
مراعي تمتد لمئات الأميال نظيفة تماماً من مخلفات الإنسان ... فلا وجود للبلاستيك من أكياس وأغطية.. انشراح للصدر
أثار المركبات تسير نحو اتجاه واحد
في الطريق اقتربنا من بحيرة تسمى Khar Us ثم سرنا شرقاً مسافة 100كم في براري وسط منغوليا إلى أن وصلنا إلى عائلة قد نصبت لها خيمة وحولهم حظيرة ماشيتهم ... توقفنا عندهم وبتنا ليلتنا تلك في ضيافتهم .. لنواصل في الصباح الباكر الرحلة نحو الشرق حيث نبيت ليلة أخرى في خيمة عند عائلة أخرى قبل أن نصل إلى البحيرة المقصودة .. بحيرة Terkh Lake
صورة من بحيرة Khar Us التي مررنا بها على الطريق تبتعد عن أولجي حوالي 320كم عبر خط سيرنا
بعض الجداول التي تعترض طريقنا
عند العصر الذي يمتد وقته إلى أكثر من 6 ساعات أنخنا مطايانا عند هذه العائلة لنقضي ليلتنا الباردة في خيمتهم الدافئة
الخيمة تنتصب بكل فخر في هذا المكان .. والمطبخ في الخارج حيث لا مجال للحريق والاختناق
اشتريت منهم خروفا بـما يعادل 18 دولاراً .. وقد تعشينا منه وأهديت ما تبقى لهم ...
وبالمناسبة متوسط أسعار الأغنام في العاصمة 35$ للخروف الواحد ... وفي البراري وخاصة البعيدة .. تتذبذب ما بين 10 إلى 25$.. ويعتبر هذا السعر مرتفعاً جداً مقارنة به قبل 5 أعوام كما ذكر لي ... حيث كان الخروف يباع في العاصمة بـ 8$ و10$ .. ولكن وصلت إليهم موجة الغلاء العالمية ... والله المستعان. مع الأسف المنغوليين لا يذبحون الأغنام بطريقة عقلانية فضلاً عن شرعية ... وإنما يقومون بشق بطن الشاة وإدخال يد أحدهم ونزع "مصع" قلب الحيوان حتى يفارق الحياة .. لذلك كنت أتعمد ذبح الشاة أمامهم بعد أن أشرح لهم ومرافقي يترجم الفوائد الصحية لطريقة الذبح من الرقبة وكيف أن الدم يخرج كلياً وبالتالي تخرج السموم .. وأخبرهم بأن هذي هي طريقة المسلمين في ذبح الأغنام.. الطريقة الشرعية هذه موجودة عند المسلمون القلائل في غرب البلاد .. أما هؤلاء وغيرهم فلا يعرفونها ، وإنما أصابهم شيء من الروعة عندما شاهدوها ... ولكن مرافقي المترجم كنت قد شرحت له ما أردت أن يصلهم ، لذلك بدا على بعضهم الرضا والإعجاب مع التعجب. أعتذر عن عرض صور الذبح أو طهي الطعام ... فأنا لا أحبذ نشر ذلك لغير حاجة. فإكرام الطعام أن يؤكل ويرفع. أسأل الله أن يديم علينا نعمه العظيم . لذلك سأهمس إليكم بكلمات تجول في خاطري وهي : ( نحن ولله الحمد لا نأكل من جوع بقدر ما نأكل من عادة وشهوة.. ) نسأل الله أن يديم علينا نعمه ظاهرة و باطنه ، وأن يرزق عباده في كل مكان.
حظيرة الخيل بعد أن خرجت للمرعى
محدثكم في الصورة وخلفه ربة العائلة تطبخ الطعام
المنظر حول المكان ، ما شاء الله تبارك الله ، بساط أخضر يدخل السرور إلى النفس
في صباح اليوم التالي ، بعد تناول وجبة الإفطار غادرنا تلك العائلة عبر هذه المروج الخضراء .. مارين بخيام مغولية تارة وببيوت خشبية تارة وبمزارع صغيرة تارة أخرى .. نواصل نحو الوجهة مع الصور
الخيل وقد أدخلت الحظيرة
إلى جوار العائلة عند خروجنا مخيم رعاة خيل من المغول
في وسط البراري مررنا بهذا الجدار السور الأثري القديم الذي لم يتبق منه سوى أجزاء بسيطة
لا شك أنه يحكي مجداً قام هنا ... ولكن ما من مخبر عنه في الفلاة الواسعة
تركناه خلفنا لنواصل الرحلة
جانب من طريق خرج فجأة قرب معبر جدول فسلكناه لعبور الجدول
عبور الجداول أو الأنهار من أخطر المواقف التي نخشى أن نعلق بها
وجدنا طريقاً برياً جيداً نواصل معه سير الرحلة
الماعز والضأن .. من الحيوانات المحببة للقلوب الطيبة
تزداد كثافة الغطاء النباتي حول الجداول وعلى المرتفعات
بدأت ملامح حضارية تقترب كما يبدو حيث خطوط الطاقة الكهربائية تجاري الطريق البري
عظمة الله تتجلى في خلقه
يصنع الأهالي بعض الجسور الخشبية على بعض الأودية والجداول دائمة الجريان
الياك حيوان أليف يتميز عن سائر الحيوانات بطبيعته الفريدة التي تجعله يفضل الحياة على أعلى قمم الأرض وأكثرها انخفاضاً لدرجات الحرارة التي قد تتجمد فيها أطراف أي كائن حي آخر
تعيش
أنثى الياك فقط في قطعان كبيرة تتكون من الإناث و الصغار،
بينما تعيش الذكور منعزلة حتى عن بعضهم البعض
فتاة صغيرة تعرض بعض الزبدة التي تصنعها الأمهات من حليب الياك
الجمل الأسيوي ذو السنامين، ويكثر استخدامه في أواسط آسيا من الصين إلى تركستان
الجمل الآسيوي أقل رشاقة وأبطأ سرعة من الجمل العربي ، إلا أنه أقوى منه جسما وأمتن بناء
يعيش الجمل الآسيوي في المناطق الباردة ، حيث درجات الحرارة التي قد تصل إلى إلى -30ْ تحت الصفر
العقبان والنسور والصقور وغيرها من الجوارح تنتشر بشكل واسع في براري منغوليا، لعل من أنفسها الصقر الحر الذي يتواجد حيث يتواجد فأر الأرض
بلدة Uliastaj كما تراءت لنا من بعيد
وصلنا إلى بلدة صغيرة تسمى Uliastaj
مثال عام لأحد شوارع البلدة
مررت بهذه القرية عبوراً نحو الوجهة ..
نواص مع الصور بعد العودة إلى الطريق البري شرق قرية Uliastaj
أحد الأنهار يعترض طريقنا ليجبرنا على السير بمحاذاته إلى العثور على معبر له
وبالفعل وجدنا طريقاً قادنا إلى جسر يعبر النهر
ولدان يرعيان الغنم
وآخر على الخيل يساعدهما
عادت الطرق بتفرعاتها المتفرقة
الماعز والضأن يحتل مكانة كبيرة بعد الخيل عند بدو المغول الرحل
لا إله إلا الله محمد رسول الله
تباين عجيب في الغطاء النباتي تبعاً لشكل السطح وأثر السيارات على الأرض
بعض حظائر الماشية والأغنام التي تبنى من الخشب لتخفيف برد الشتاء القاسي والحماية من العواصف الثلجية
عابرا سبيل توقفا للراحة جانب الطريق
سيارة تحمل جلود الأغنام حيث الدباغة وصناعة المنسوجات
أصبح الطريق سالكاً وجيداً إلى حد ما
ما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع
نوع أخر من الغطاء النباتي ظهر فجأة على مساحة واسعة
زهور وبذور وكثافة عالية
منزل ومطعم قرب مفترق طريق يخدم المارة
نسير والله معنا أينما سرنا
نوع آخر من الغطاء النباتي يمتد مد البصر
يتغير مرة أخري شكل الغطاء النباتي تبعاً لتغير للتربة
في الجوار تارة بعد تارة يقوم بعض الأهالي بنصب خيام لتأجيرها على المارة بأسعار بخسة
إلى اليمين خيمة لعائلة منغولية وإلى اليسار مجموعة خيام وضعت للتأجير على المارة .. نتجه نحوها
منظر للخيام قبل وصلونا إليها
أنا المار الوحيد في هذا اليوم استأجرت الخيمة الأقرب إلى منزل العائلة طلباً للراحة وقضاء ليلة هادئة
تجولت على أقدامي في المنطقة في جو بديع لا تمله ناظراً أو سائراً
خيمة العائلة
في الخلف غابة جميلة هادئة يزينها تغاريد الطيور المتنوعة
امرأة وأخاها تحلب الخيل .. حيث يعتبر من أهم مشروبات لديهم
من وسط الغابة
بعد أخذ جولة دائرية .. أرى خيمتنا والسيارة والغابة نحو الخلف
وجدول صغير قرب الخيمة
محدثكم .. ليس لديه ما يقول
عظمة الله تتجلى في خلقه
في الصباح الباكر بعد تناول الإفطار تحركنا نحو وجهتنا بحيرة Terkh Lake التي لم يتبقى عنها سوى 120كم .. لذا سأنقلكم معي من خلال بعض الصور من الطريق وشيء من التعليق أسف الصورة
بدأت بعض زخات المطر تهطل مما زادنا نشاط وحيوية
كان لنا موعد مع الطين وعبور الجداول الكثيرة
الأرض كلها طين حتى أسفل العشب ..
انزلاق السيارة أمر وارد وممتع مؤقتاً
لافتة في العراء باللغة المنغولية الجديدة ... تشير إلى اتجاه إحدى القرى في الجوار ..
هنا أشير إلى أن لغة منغوليا الأصلية كانت تكتب بحروف عربية في اتجاه من الأعلى إلى الأسفل ، وهذا من غرائب ما رأيته ، وما زالت الدولة تحتفظ بكتابة جملة على العملة ، بحروف عربية.
بدأت ملامح التضاريس بالتغير قليلاً
كتاب إرشادي أخذته من العاصمة معظم بيانات خرائطه غير واقعية مع الأسف .. فكثير من القرى والطرق هي على الخريطة فقط
نهر مررنا به في الطريق خلفه بلدة اضطررنا للتوجه إليها للتزود بالوقود والمؤن
بلدة صغيرة التففنا نحوها لشراء بعض الحوائج والتزود بالوقود
محطة الوقود الوحيدة في القرية
أترككم مع بعض الصور التي التقطها أثناء وقوفنا عند المحطة داخل القرية
صبي يلعب بدراجاته وسط قريته الصغيرة في عالمه الواسع
كل ماضي لغايته
عربة جر الألبان والحليب
طرق الخروج من القرية نحو البحيرة المقصودة
أحد الجداول الجميلة على الطريق
صورة لجدول آخر أثناء عبوره
يأخذنا الطريق نحو الغابة أحيانا
ويعود نحو البراري
ها هي بحيرتنا أطلت علينا Terkh
تحيط بها المرتفعات والمروج الخضراء من كل جانب
وتصب فيها العديد من الجداول والأنهار الصغيرة
صورة لأحد الجداول أثناء التفافنا حول البحيرة
جدول آخر كان عبوره مغامرة مع الطين
جزء كبير من شواطئ البحيرة عبارة عن رمال حمراء نظيفة
السماء تلبدت بالغيوم الركامية في جو بديع من الحسن والبهاء
انهمرت المياه من السماء وانخفضت درجات الحرارة بشكل كبير إلى 4ْ مئوية
الماء أرخص موجود وأغلى مفقود
تجولنا حول البحيرة قرابة ساعة حتى وصلنا إلى مجموعة خيام أعدت للإقامة
بعد توقف المطر يزداد المنظر جمالاً إلى جماله .. لا إله إلا الله محمد رسول الله
سبحان مبدع هذا الكون
نشاهد في الجهة المقابلة عند طرف هذه البحيرة مجموعة خيام سنتجه نحوها
صورة مقربة للخيام التي أعدت للنزلاء والمتنزهين
ألوان الطيف تطل علينا مع انعكاس الأشعة دالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى
مرافقي بعد أن استأجرنا خيمة يوقد النار لكي نتدفأ من شدة البرد
محدثكم بعد أن مرت عليه أيام من الرحلة الطويلة هو الآن داخل الخيمة مبلل بقطرات الماء
خيمتنا قبيل الغروب بعد توقف الأمطار بقليل
حطب أعد لإشعال النار قرب الخيمة
عظمة الله تتجلى في خلقه
قضيت أنا ومرافقي الليلة نتسامر حول المدفئة في الخيمة كنا نتحدث عن المطر وعن السحب وعن الخلق من حولنا ... ولا ننسى ما دار بيني وبين مرافقي الذي أسميته "علي" -"الذي لا دين له "- في مواقف مرت علينا سابقاً في الرحلة من حديث حول الناس واعتقاداتهم وحقيقة الخلق والكون والحياة وغيرها ، ... ومن التساؤلات التي طرحتها على مرافقي وجعلته في حيرة من أمره، فقد أخبرني أحد علماء النفس بطرقة من خلالها تجعل من تكرار السؤال محفزاً لصدق الإجابة ، حيث كنا طوال الرحلة وخاصة بعد أن خرجنا من إقليم أولجي أطرح عليه بعض الأسئلة التي لا أطالبه بالإجابة الفورية عليها ... فمثلاً كنا أثناء إعداد الطعام أو السير أو ركوب السيارة .. أو القيام بأمر ما أقول : بسم الله . وأخبره بمعناها وأسأله أترغب في معرفتها ؟ واسكت فإن قال نعم أخبرته بمعناها .. وصل الحديث بيني وبينه إلى مراحل متقدمة.. حتى أصبحت أقول له لو خيرت بأن تختار دينا من الأديان من خلال ما فهمت فماذا ستختار؟ فكان يقول الإسلام؟ فأقول لماذا؟ فيقول فيما معناه دين رائع ويوافق العقل؟ فأقول له أتريد أن تكون مسلماً؟ فيسكت متبسماً.. كنت أكرر ذلك من حين لآخر عند كل مناسبة فيقول ربما.. ومرات يسكت ومرات يتبسم.. حتى أتت مرات يقول نعم. ونواصل كأن شيء لم يكن. ولكن عند هذه البحيرة الجميلة وخاصة عندما انهمرت السماء بالمطر وهزيم الرعود وضوء البروق .. تصبح النفس أقرب ما تكون باحثة عن ملجأ لها ويصبح الشعور متعلقاً بمن هو يدير هذه الظواهر الكونية ... ولله الحمد عادت السماء في الليل تمطر بغزارة وكنا نتحدث عن أمور عامة وتحول الحديث عن سؤال لي ماذا تقول؟ عندما سمعني أذكر الله لما رأيت البرق؟ لأرد عليه أتريد أن تكون مسلماً؟ فرد على الفور نعم. سكت أنا واستمر المطر وكنت أتصفح بعض الصور من جهاز الهاتف معي وأريه بعض الصور من بلادي، من بينها الحرم والكعبة .. وأخبرته بمكانتها عند المسلمين وأريته صوراً من الصحراء وأخرى لأبنائي وبيتي وأخرى عامة ومتفرقة.. كان مندمجاً معي.. سألته أتريد أن تعرف ماذا عليك أن تقول لتدخل الإسلام؟ قال نعم. قلت إذا كنت متأكداً أنك تريد أن تكون مسلماً أخبرتك. أجاب أن أريد الإسلام. شرحت له معنى الشهادة ترجمة له معناها حسب فهمي ورغم ركاكة لغتي.. ثم أخبرته إن قلتها تدخل الإسلام.. فطلب مني أن يقولها، فقلت له رددها معي. وبذلك أحسبه والله حسيبه أنه دخل الإسلام بقوله للشهادة.. وأحسب نفسي الضعيفة المثقلة بالذنوب والمعاصي والله حسيبها.. أني فعلت معه ما هديت له دون تخطيط أو خطة مسبقة.. أسأل الله أن يشرح صدره للحق .. وأن يغفر لي زلتي ويحسن سريرتي ويعفو عني وعن كل مسلم ومسلمة. والحمد لله بعد أنا عدنا فيما بعد للعاصمة .. أعطيته روابط تعليم الإسلام بعدة لغات.. وشرحت له بعض الأمور.. وأخبرته بالدول الإسلامية الحقيقية التي تمثل دين الإسلام الحقيقي .. لم أعلمه الصلاة ولا أي فرائض أو واجبات.. وإنما اكتفيت بالشهادة، فإن تمكن الإيمان من قلبه فأنا على يقين أنه سيبحث عن تعاليم الإسلام وسينشرح صدره.. وبالفعل بعد أن عدت إلى أرض الوطن أرسل لي بريداً إلكترونياً يطمئن فيه على سلامة وصولي ، ويخبرني بأنه كان سعيداً جداً بصحبتي، وبأنه لأول مرة يعرف حجم بلده المترامي الأطراف. وكانت رسالته أخوية بحته. بعد أسبوعين .. أرسل لي رسالة تعجبت منها كثيراً .. أخبرني أنه يقرأ في أحد المواقع الإسلامية لتعليم الإسلام ترجمة تفاسير لبعض آيات القرآن وأنه استوقفه أمر تعلمه في دراسته الجامعية حول منطقة في دماغ الإنسان.. فطلب مني أن أبحث له عن تفسير آيتين ذكرهما برقم الصفحة ورقم السورة ورقم الآيتين من السورة. وهي آيتان في سورة العلق .. قول الله تعالى :( كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) ) ... وأخبرني بأنه تعلم في دراسته بأن خلايا الدماغ المسئولة عن الكذب عند الإنسان في مقدمة الرأس.. وطلب مني أن أرسل له تفسيراً للآيات التي أوقفته كثيراً... والحمد لله فقد سعيت جاهداً في الرد عليه. سائلاً المولى أن يثبته على طريق الحق المبين. نواصل الرحلة
السيارة الروسية الأكثر شعبية ذات الموديل القديم تتمتع بدفع رباعي وصبر منقطع النظير .. رغم حزنها الشديد على فقدان أجيال من ركابها
قبيل غروب الشمس بقايا سحب منخفضة
قال تعالى : ( سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى ) .. أصل وإياكم إلى نهاية هذه المرحلة .. لنواصل بداية مرحلة جديدة فإلى هناك
كانت هذه المرحلة السابعة من الرحلة .. والآن ننتقل إلى المرحلة الثامنة من الرحلة بالضغط على الرابط التالي
المرحلة الثامنة: من بحيرة Terkh Lake إلى مكان عاصمة التتار كاراكوروم Kharkhorum
سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اضغط هنا للعودة إلى الصفحة الرئيسة
|