بسم الله الرحمن الرحيم

"منغوليا" رحلة إلى المجهول من بقاع الأرض

المرحلة التاسعة والأخيرة : من مدينة كاراكوروم إلى صحراء جوبي جنوب منغوليا ثم العودة نحو العاصمة

 

 

خريطة توضح مخطط سيرنا في الجزء الأخير من الرحلة في جنوب منغوليا إلى صحراء جوبي .. السهم الأحمر

 

       أهلاً بكم من جديد ... أخذ مني هذا التقرير من الجهد والعناء ما الله به عليم .. لذلك تأخرت كثيراً في عرض هذه الرحلة إلى منتظريها .. ولكن ولله الحمد والمنة لم يتبقى إلا القليل.. ففي هذا الجزء سوف أختصر بشكل كبير .. مبقياً على عرض أهم ما يميز هذه الوجه من منغوليا عن غيرها .. مكتفياً بقليل من الصور ..

 

وجهتنا صحراء جوبي الواقعة جنوب منغوليا .. والممتدة إلى أجزاء واسعة في الصين ..

صحراء جوبي

      صحراء جوبي صحراء مترامية الأطراف في الجزء الشرقي من وسط آسيا. تفصل ما بين منغوليا الداخلية ومنغوليا الخارجية، وتتخذ شكل قوس يبلغ طوله 1,600 كيلو متر، ويتراوح عرضه ما بين 480 و960 كيلومترا. مساحتها 1,300,000 كيلو متر مربع. وهي تشهد توسعا سريعا بسبب التصحر.

      تجتاح صحراء جوبي موجات حرارية طويلة صيفًا، وموجات باردة شتاءً. طقسها جاف، يتراوح معدل الحرارة ما بين 21°م في الصيف و12°م تحت الصفر في الشتاء كما أن مناخها جاف جدًا. وأمطارها قليلة وتقل كمية الأمطار في معظم أجزائها عن 25سم سنويًا.  تعيش فيها بعض الحيوانات، مثل: الحمير، والغزلان طويلة الذيل، والهمستر القارض الصحراوي، والجرذان الرملية، والصقور، والعقبان والنسور. وتتمثل أنشطتها الاقتصادية الرئيسية في تربية الحيوانات ومعالجة منتجاتها. جاب البدو منذ عدة قرون هذه المنطقة ومعهم قطعان الأغنام والأبقار بحثًا عن الكلأ. وأقامت حكومتا الصين ومنغوليا الشيوعيتان منذ منتصف القرن العشرين مزارع مواشٍ جماعية وحكومية تشرف عليها الدولة. وزرع سكان المناطق الرطبة القمح الربيعي والدخن والشوفان، وعشبًا نجيليًّا يسمى جاوليانج. تحتوي هذه الصحراء على كميات قليلة من الفحم الحجري وصخر الزيت والملح، وعلى أنواع مختلفة من الصودا. تخلو المناطق الداخلية من المدن، إلا أن هناك مدينتين تقعان في الطرف الجنوبي هما : هوهوت وباوتو، وتستخدمان بوصفهما مركزين تجاريين للجزء الصيني من الصحراء. وهناك سكك حديدية تربط المدينتين الصينية جينينج والعاصمة المنغولية،أولان باتور. وتقوم الشاحنات والجمال، في الصيف، بنقل البضائع عبر الصحراء.

     الطريق طويل أمامنا وغير معبد.. وكان لا بد بعد الاعتماد على الله الاعتماد على جهاز الملاحة الجي بي اس .. ومن المواقف الحرجة التي مرت معي أنا ومرافقي في هذه الرحلة أننا استنفذنا الوقود بشكل كبير حيث شح وجود القرى أو الطرق التي يمكن أن نصادف محطات وقود فيها .. فقد سرنا حوالي 1300كم استهلكنا فيها خزان الوقود وما معنا من وقود إضافي يقدر بـ 100 لتر أي حوالي 160 لتراً نفذ منا دون العثور على إمداد ... وبحمد الله بقي معنا أقل من ربع الخزان عندما وصلنا إلى محطة وقود أثناء عودتنا إلى العاصمة بحوالي 240كم حيث مررنا ببلدة صغيرة تسمى Darhan ... تزودنا منها بالوقود وما نحتاج ..

     ومع الأسف كل ما كان يظهر في الخرائط التي بحوزتنا سواء على الورق أو في جهاز الملاحة من خطوط للطرق كانت عبارة عن سكك حديد وبعضها وهمي أو أزيل من موقعه ..

       في هذا الجزء الأخير مررنا ببعض البدو الرحل أقمنا ليلة عند بعضهم ... وليلة أخرى قضيناها وحيدين في خيمتنا البلاستيكية نسامر نجوم الليل في أبعد ما يكون من عزلة عن العالم .. في صحراء جوبي ...

سوف أعرض لكم صوراً بعد خروجنا من عاصمة التتار إلى أن انتهى بنا الطريق المعبد ثم صوراً من صحراء جوبي ثم العودة نحو العاصمة

 

صور من الطريق بعد الخروج من كاراكوروم  نحو وجهة جديدة من الرحلة إلى أقصى الجنوب حيث صحراء جوبي

 

 

 

 

 

الجمل الآسيوي والطبيعة الخلابة التي تسحر العيون

 

 

 

 

الطريق أصبح جيداً والأرض ازدادت جمالاً بما حباها الله 

 

 

 

 

 

 

توقفت في هذه القرية الصغيرة جوار الطريق بعد عاصفة مطرية شديدة واستأجرت الخيمة في الوسط

لقضاء ليلة دافئة في الداخل شديدة البرودة في الخارج

 

شاحنة نقل الوقود .. صورة التقطها من داخل الخيمة

 

شاحنة نقل بضائع

  في الصباح اتجهت جنوباً في طريق وهمي مستخدماً جهاز الملاحة ... قاطعاً مسافات طويلة نحو صحراء جوبي جنوب منغوليا ..

 

أترككم الآن مع بعض الصور من صحراء جوبي

صور لبعض كثبان الرمال التي كنا نلتف حولها لنتفاداها خشية العناء واستهلاك الوقود والمآزق

 

 

بعض مساكن البدو المتفرقة

 

 

 

تكثر الجمال الآسيوية في الجنوب ... ويأكل البدو المغول لحومها خلافاً لشمال ووسط منغوليا

 

      نشاهد الكثبان الرملية التي أصبحت سمة ظاهرة في كل مكان على شكل عروق هلالية وأخرى قبابية ورغم ذلك فهي لا تشكل إلا نسبة قليلة من الصحراء الواسعة بينما تكسو الخضرة مساحات شاسعة من المنطقة وهذا خلافاً لمفهوم الكثير منا عن الصحراء .. فصحراء جوبي منطقة قاسية المناخ إلا أنها وافرة الخيرات والأمطار مقارنة بالصحاري العربية

 

بعض وسائل النقل لدى البدو المغول في الجنوب

 

الخيول لها دور اكبر في استخدام الناس لها حيث تنعدم السيارات وتقسو التضاريس

 

مشاهد من بعض الكثبان المتفرقة في صحراء جوبي

 

 

سفينة الصحراء تتربع بكل كبرياء

 

خيام منغولية مررنا بها في صحراء جوبي لنقيم عندهم ليلة

 

بعض محتويات الخيمة المغولية "جير" من الداخل

 

      في اليوم التالي انطلقت أنا ومرافقي شرقاً قاطعين مسافة تجاوزت 400كم خلال ساعات النهار الطويلة ... لنصل إلى قرية تسمى Darhan وصلناها عبر طريق بري طويل قاطعتنا خلاله العديد من الطريق البرية التي لا نعلم أين اتجاهها وطريقين إسفلتيين يتجهان نحو العاصمة لم نسلك أياً منهما رغبة في مواصلة خطة السير الذي رسمته ... مع العلم أنهما كانا ليختصرا علينا الكثير الكثير من الوقت نحو العاصمة.

    وصلنا إلى قرية Darhan لنبيت ليلتنا الأخيرة فيها في براري منغوليا ونتزود منها بالوقود وما نحتاج ... في استعداد إلى مواصلة الطريق في مساره الأخير نحو العاصمة المنغولية ... والتي لم يبقى بيننا وبينها سوى 240كم ... جزء منها طريق معبد ..

 

 

 

قرية Darhan التي وصلناها مساء بعد نهار طويل وشاق ... لنقيم فيها ليلة هادئة ومريحة

وفي الصباح نستيقظ وقد تشبعنا كثيراً من رحلتنا الجميلة وأصبحت في شوق وحنين

لأرض الوطن حيث اقتراب موعد رحلة العودة ... واقتربت معكم إلى نهاية الرحلة

أحمد الله على نعمه العظيمة أسأله لي ولكم السعادة والمتعة والفائدة

وليعذر لي كل من وعدته فأطلت عليه بهذا التقرير

 

 

أخوكم حمد العسكر يستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ويتمنى لكم أوقاتاً سعيدة وعامرة بذكر الله

وشعارنا

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته

اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

 

اضغط هنا للعودة إلى الصفحة الرئيسة