بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعد
أهلا وسهلاً بكم مع الباحث الجغرافي والرحالة أخوكم حمد العسكر في رحلة جديدة من رحلاته أنقلكم من خلالها إلى جزء من العالم انفرد بخصائص طبيعية وبشرية مميزة ( نيبال جبال الهملايا ... رحلة سير على الأقدام نحو قمة إفرست ) أخي القارئ حتى تلم بأبعاد هذا الموضوع يتوجب عليك أن تقرأ هذه المقدمة القصير قراءة متأنية لتكون لديك مفاتيح عامة حول ما تقرأ وتشاهد أخي القارئ هذه ليست دعوة مني للسياحة أو السفر بقدر ما هي عرض لمشاهداتي ورحلاتي * * * نيبال دولة من إحدى أفقر ثلاث دول في العالم لذلك قد تعجب من بعض الأمور التي ستقرئها تغطي الجبال الوعرة أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الدولة ، السبب في صعوبة المواصلات هذه الدولة تحوي العديد من المناطق الطبيعية الجميلة ما بين جبال وأنهار وبحيرات يدين أكثر سكان تلك الدولة الهندوسية ثم البوذية ونسبة المسلمين أقل من 5% نظام الحكم بعد العام 2006م تحول من ملكي إلى جمهوري علماني العملة الروبية وتساوي 78 روبية للدولار و21 روبية للريال السعودي * * * الموقع والحدود : تقع دولة نيبال في قارة آسيا بين الصين والهند ... وتحدها الهند من الشرق والجنوب والغرب والصين من الشمال
موقع نيبال بالنسبة لشبه جزيرة العرب
خريطة توضح حدود نيبال وطبيعة السطح الجبلية وموقع أعلى قمة في العالم
السطح : تغطي الجبال حوالي 80% من مساحة نيبال .. وتوجد بها أعلى سلسة جبال في العالم جبال الهملايا بها أعلى ثمان قمم في العالم أهمها إفرست يصل ارتفاعها إلى 8848م عن سطح البحر. وتوجد العديد من الأنهار سريعة الجريان التي تخترق البلاد من الشمال إلى الجنوب لتشكل سهول فيضية ضيقة جنوب البلاد ... وتتشكل العديد من البحيرات وسط البلاد نتيجة وفرة المياه القادمة من الثلوج التي تكسو قمم تلك السلاسل العملاقة. المساحة والسكان : مساحة نيبال حوالي 140.800كم2. وعدد سكانها حوالي 28 مليون نسمة . نسبة النمو تقدر بـ 2.26%ومعظمهم من الهندوسية ، ثم البوذية 5% والمسلمون الذي يشكلون أقلية صغيرة لا تتجاوز 4.5% . ويشار إلى أن الهندوسية كانت حتى عام 2006، الديانة الرسمية في نيبال، حيث تم تعديل الدستور لينص على أن البلد "دولة علمانية". ويعود تاريخ الإسلام في نيبال إلى القرن الخامس الهجري حسب الدراسات التاريخية؛ إذ وصل الإسلام إليها عن طريق التجار العرب وغيرهم من المسلمين، والمسلمون هناك يتكلمون اللغة الأوردية، وتقدر نسبتهم بنحو 4.2% من عدد سكان نيبال البالغ 28 مليون نسمة، أما الهندوس فيمثلون أغلبية السكان ونسبتهم 90% ، والبوذيون 5%. ويعيش غالبية المسلمين هناك في الجبال قرب حدود الهند، وحالتهم الاقتصادية متدنية؛ فهم بعيدون عن الأعمال التجارية والصناعية، ومعظمهم عُمّال أو أصحاب أراض زراعية صغيرة يعيشون عليها، وبعضهم موظفون صغار. ويعاني مسلمو نيبال الجهل والتخلف الذي أفقدهم حقوقهم كمواطنين، كما أن ثقافتهم الإسلامية محدودة، رغم حرصهم على الدين؛ حيث لا يوجد من يرشدهم ويعلمهم أمور دينهم من الدعاة والوعاظ والأئمة المتمكنين، فمنهم من لا يعرف عن الإسلام إلا اسمه الذي شوّهته البدع والخرافات. * * *
رحلتي إلى نيبال 24 / 4 / 2009م المرحلة الأولى العاصمة والطريق إلى قرية لوكلا التي لا تصلها السيارات كانت جبال الهملايا هاجساً في ذهني منذ الصغر ... وبعون من الله تمكنت من مشاهدتها والسفر إليها بعد أن جمعت بعض المعلومات من بعض المواقع الأجنبية لبعض الرحالة الذين زاروها ... ولاحظت أثناء بحثي عن تلك المنطقة أنها تفتقر إلى المعلومات والبيانات العربية التي تساعدك على جمع صورة واضحة عن تلك الوجهة ، حيث أن القليل من العرب الذين سافروا إلى نيبال لم يتطرقوا إلى الكثير من التفاصيل وخاصة عن الجبال ومنطقة الهملايا ، وقد ذكر البعض منهم في رحلات متفرقة معلومات عن مناطق مختلفة من أرض النيبال كالعاصمة كاتمندو وبكهارا وناغاركوت وغيرها ... ومن هذا المنطلق أحببت أن أرسم من رحلتي هذه صورة واضحة مفصلة بالخرائط والشرح لتلك البقعة المجهولة التي طالما حدثت النفوس أصحابها عنها وعن السفر إليها ... وأسأل الله أن أوفق في ذلك وأن أنقلها صورة مبسطة لمن أحب السفر والإطلاع والدعوة إلى الله هناك. بسم الله أبدأ علمت من خلال ما قرأت أن المواصلات رديئة هناك وأن الكثير من المناطق القريبة من جبال الهملايا لا تصل إليها السيارة وأن السير على الأقدام واستخدام الدواب هو الوسيلة الوحيدة للمواصلات ... الأمر الذي شجعني كثيراً ودفعني بالتمرين اليومي والمشي لمدة شهرين من 6 كم إلى 12 كم كل يوم حتى كسبت اللياقة التي رايتها كافية لتكون عون لي بعد الله هناك ... بحثت في الخطوط الجوية حتى وقعت على طيران البحرين الذي كان أرخصها كلفة والأقرب مني حين ذاك ... وحجزت تذكرتي بـ 1560 ريال عن طريق موقعهم في الانترنت. كان وصولي إلى العاصمة كاتمندو الساعة 10.50ص ، وقد سرني وأدهشني رؤية ذلك الحائط العملاق الذي يقف شامخاً وراسياً حاجزاً بين نيبال والصين وأنا على ارتفاع 12.200م من نافذة الطائرة قبل الهبوط بنصف ساعة.
جبال الهملايا كما تبدو من نافذة الطائرة من ارتفاع 12.200م
صورة أخرى مقربة
هبطنا في مطار العاصمة المتواضع وكانت المقابلة لطيفة ومحترمة هناك والإجراءات لم تتعدى 5 دقائق وإذا بي في موقف سيارات الأجرة القديمة التي معظمها بين مديلي 60 - 70 ... استقليت سيارة أجرة ... وذهبت إلى فندق في وسط المدينة اسمه فندق KATHMANDU PRINCE بـ 10 دولارات لليوم الواحد ... مكثت فيه ليلة واحدة خلالها قمت بالتخطيط لرحلتي نحو جبال الهملايا
صورة للمطار توقف الطائرة
صورة للفندق الذي توجهت إليه واسمه KATHMANDU PRINCE
ولا أنسى أن أوضح للجميع بعض النقاط هنا - يوجد في العاصمة العديد من المواقع التي يزورها السياح مثل معبد بوذا والطريق العجيب وغيرها لم تكن هدفاً لي من الرحلة - بالقرب من العاصمة نحو الشرق بحوالي 30كم توجد منطقة جميلة يطلق عليها اسم ناغاركوت تستحق الزيارة - يوجد نحو الشمال الغربي من العاصمة على بعد أكثر من 200كم مدنية بوكهارا الجميلة - يوجد العديد من المناطق الأخرى مثل دهوليخل التي تتميز باطلالة فنادقها الجميلة وفافلو ولومبيني وسوف أرفق على الرابط أدناه جدولاً بتلك المناطق وأسماء الفنادق التي تتميز بموقعها وسأقتصر بالحديث عن الهدف من الرحلة هنا جدول يوضح أبرز المناطق والفنادق في نيبال
الهدف من رحلتي لم يكن تلك المناطق وإنما منطقة جبال الهملايا حول إفرست ... وقد علمت مسبقاً مما قرأت أن الوصول إلى تلك المنطقة يتعذر بواسطة السيارات ولا يوجد سوى وسيلتين إما السير على الأقدام لعدة أسابيع أو ركوب طائرة محلية صغيرة توصلك إلى أقرب قرية نحو جبال الهملايا ثم تكمل السير على الأقدام أو الدواب ... أخذت جولة سريعة في العاصمة كاتمندو زرت خلالها أكبر مسجد جامع للمسلمين هناك للإطلاع على أحولهم التي صدمت لها كثيراً ... فجلهم من أشد الطبقات فقراً وجهلاً والله المستعان ... صليت الجمعة ثم قابلت إمام المسجد وقد أبدى لي مدى حاجتهم للمساعدة ظنا منه أنني موفد للنظر في حالهم وقد وعدته خيراً أن أنقل ذلك لمن يعنيه الأمر ولمن يحب الخير...
صورة للجامع الكبير في كاتمندو أثناء صلاة الجمعة
تجولت في بعض أرجاء المدينة دون زيارة المعابد هناك لضيق الوقت ... ثم ذهبت لإحدى شركات الطيران المحلية التي حجزت منها عبر الانترنت لتأكيد الحجز ودفع قيمته للسفر نحو قرية لوكلا LUKLA الواقعة في جبال الهملايا والأقرب إلى الهدف المنشود قمة إفرست ، وقد كان السعر عن طريق النت حوالي 226 دولاراً ... ولكن عندما وصلتهم خفض إلى 160دولاراً ... وعلمت أنهم يعاملون السائح الغربي بزيادة عن السائح الأسيوي وخاصة الهند وباكستان ، وقد أعجبني ذلك كثيراً. بعض الصور أثناء تجوالي في المدينة للتسوق
فاكهة طازجة ولذيذة الطعم لا تعرف الأسمدة
خضار متنوعة لمن يهوى الطبخ
البصل الذي أعتبره فلتراً طبيعياً للأنف يمنع من الإصابة بأمراض تغير الجو والاختلاط
بياع الورد لعشاق الجمال ومحبي الألوان
صورة عامة من العاصمة لأحد الشوارع
محدثكم في أحد الشوارع في مركز المدينة
أحد مكاتب خطوط الطيران المحلية الذي ابتعت منه التذكرة للسفر نحو الهملايا
في الصباح الباكر عند الساعة الخامسة توجهت نحو المطار ... وقد عجبت لأمر رحلاتهم الداخلية على طائراتهم الصغيرة التي أعتقد أن محطات الباص أكثر تنظيما ودقة منها... وأعجبني البعد عن التعقيد والتكلف ... فما يكاد أن ينزل ركاب الطائرة حتى يصعد المغادرون وتقلع الطائرة وكأنها سيارة تكس دون التقيد بالوقت أو جدول الطيران
صورة للطائرة المحلية التي ستقلنا إلى قرية لوكلا في جبال الهملايا
صورة للمطار قسم الرحلات الداخلية ونشاهد بعض طائرات النقل التجارية الصغيرة الأخرى
أقلعت بنا الطائرة بسرعة 360كم في الساعة وكان معي على متنها حوالي 15 راكباً كلهم من الجنسية الغربية وقليل من النيبالية وخلال 40 دقيقة هبطنا في أعلى مطار رأيته في حياتي في قرية لوكلا LUKLA التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 2880م ... وقد كان مدرج الهبوط قصير جداً لا يتجاوز 200متراً مما يبعث الخوف في داخلك... ولكنه يسمح بهبوط الطائرة بسرعة وكفاءة عالية بسبب انحداره الذي يجعل الطائرة بعد الهبوط تبدأ عملية الصعود التي تساعدها على سرعة الفرملة ولعل الصورة تغني عن الوصف...
الطائرة من كبينة القيادة
مدرج مطار قرية لوكلا القصير
يتسع المطار لأربع طائرات صغيرة فقط ويرتفع عن سطح البحر حوالي 2880م يتوجب على الطائرة أن تقلع قبل أن ينتهي المدرج حيث هاوية أخدودية سحيقة نحو الأسفل
صورة للطائرة التي أقلتنا بعد توقفها في المطار
هبطنا من الطائرة في تلك القرية الصغيرة لوكلا ذات المناخ الرائع الذي يميل للبرودة بسبب الارتفاع ... وجدت العديد من الفنادق المحلية فذهبت إلى أقربها من المطار ملاصقا له حيث بدا عليه أنه الأرقى ... وقد استأجرت غرفة واحدة فيها سريرين ودورة مياه أدهشني سعرها الذي لم أتوقعه وهو 1.30 دولارا أي حوالي خمسة ريالات فقط لليلة الواحدة.. استرحت لبعض الوقت وتناولت وجبت إفطار مكونة من البيض والجبن والخضار والشاي في مطعم الفندق الرائع. بعد ذلك قسمت حقيبتي إلى قسمين قسم أبقيته في الغرفة التي سأودعها لعدة أيام ... وقسم وضعته في حقيبة تحمل على الظهر وهو عبارة عن معدات التصوير ثلاث كاميرات وعدسات تقريب .. وجهاز GPS وخريطة و بعض الملابس الشتوية خشية البرد ومجموعة من أصابع الشوكلاتة للتزود بالسعرات الحرارية أثناء السير. استأجرت رجلاً نيباليا يجيد الإنجليزية لحمل أمتعتي الخفيفة ومرافقتي في رحلة السير الطويلة ... وقد كانت أجرته لليوم الواحد قرابة 5 دولارات ... وقد زدتها إلى العشرة كما سنعرف لاحقاً السبب ... وقد كان رجلاً طيباً وخدوماً وعلى درجة عالية من الاحترام والتقدير...
صورة للفندق من الخارج
صورة للفندق من الداخل مكان تناول الطعام
بعض مساكن القرية لوكلا بالقرب من الفندق
المرحلة الثانية 63كم سيراً على الأقدام من قرية لوكلا إلى أقرب نقطة نحو إفرست ملاحظة : لا يمكن مشاهدة جبل إفرست والجبال ذات القمم العالية من قرية لوكلا ، وذاك هو السبب الذي دفعني إلى رحلة السير نحو قرية نامشي وما بعدها لكي أشاهد تلك القمم والمناظر الجميلة. حيث يتعذر رؤية إفرست وما حولها من هذا المكان أو غيره بسبب الجبال المعقدة والسلاسل التي تحجبها في الخلف ... لذلك لا مفر من رياضة السير على الأقدام لرؤيتها إلا بركوب الطائرة الهليكوبتر وذلك مكلف للغاية. وقد سألت عنه ووجدتها تكلف الساعة الواحدة 1.800 دولار. الجزء الأول : من لوكلا إلى نامشي قرية LUKLA الصغيرة القرية التي لا تصلها السيارات هي أقرب قرية تعرف المواصلات الحديثة نحو إفرست حيث الطائرة فقط تصل إليها ... منها بدأت رحلة سيري على الأقدام عبر سلاسل جبلية وعرة وجداول نهرية جارية مسافة 63كم ارتفعت خلالها من علو 2880م إلى علو 4930م حوالي 2050م . وسأبدأ معكم هذه الرحلة مصحوبة بالخرائط التفصيلية التي وضحت عليها مراحل السير ... خلال طريق السير على الأقدام مررت بالعديد من القرى الصغيرة كان من أهمها قرية باكدين ومونجو ونامشي وتنقبوتشي ودينقبوتش ولوبوتشي التي اعتبرتها أقرب نقطة نحو إفرست تمكنت من الوصول إليها ... حيث أن الطريق بعدها يتعذر سلوكه دون اتخاذ احتياطات لازمة من معدات التسلق والثلج والتمرين الوقائي من صعود ونزول لعدة أيام حتى تتكيف رئتي الإنسان وجسمه على الأكسوجين القليل هناك .... ولأن هدفي الذي رسمته فقط كان الوصول إلى أقرب نقطة نحو إفرست وصولاً طبيعياً اكتفيت بجعل نقطة قرية لوبوتشي هي آخر نقطة أصلها على ارتفاع ناهز 5000م فوق سطح البحر ... استمتعت كثيراً برياضة السير على الأقدام ... وبما شاهدته من مناظر طبيعية وتدرج للغطاء النباتي حتى اختفى جله في علو4000م فما فوق ، وما أدهشني أكثر ما رأيته من تكيف السكان هناك وبأسهم وقوتهم وجبروتهم في حمل الأثقال على ظهورهم ...
خريطة تبين موقع قرية لوكلا بالنسبة للعاصمة ... وموقع إفرست بالنسبة لها
خريطة توضح خط السير من لوكلا إلى لوبوتشي وبعض أشهر القمم هناك
خريطة توضح مراحل السير خلال ثلاثة أيام حتى الوصول إلى لوبوتشي ... جميع القرى لا تصلها وسائل النقل الحديثة
بدأت بعون الله السير على الأقدام عند الثامنة صباحاً تقريباً ... برفقة جامجي النيبالي الذي يحمل أمتعتي من قرية لوكلا الصغير التي أشبه ما يقال عنها أنها عش طائر في قمة جبل ...
صورة من قرية لوكلا ويبدو السوق الشعبي في وسطها
مجموعة من الأولاد يلعبون الكيرم وأم وطفلتها في المشراق
جميع منازلهم تبنى من الحجر وتسقف بالزنك وألواح الخشب
بوابة القرية عند الخروج منها ويبدو في الأعلى تمثال يعود لمعتقداتهم
منظر خارج القرية ونشاهد إطلالة المزارع في المدرجات الشاهقة
طريق السير على الأقدام .. في بعض المواضع يقومون برصفه بالحجارة خاصة عند مداخل القرى
سرت من قرية لوكلا باتجاه الشمال نحو قرية باكدين الموضحة في الخريطة ومررت بالعديد من المزارع الصغيرة والمنازل الحجرية والسكان المحليين الذين يرحبون بك ويطيلون النظر فيك كثيراً بطريقة ودية ...
مررت بهذا البيت الذي يملكه نيبالي متعلم يعمل طبيباً لديهم ... وقد أصر على جلوسي مع أبنائه وتناول كوب الشاي معهم وقد كانوا مندهشين لرؤيتي ، حيث أخبرني والدهم أنهم يقولون بأنني لا أشبه السياح الآخرين يقصدون الأوربيين والأمريكان.. فربما كنت مألوفاً لديهم ... وخاصة من معاملتي لهم عند مقابلتهم والتي حرصت من خلالها أن أنقل الصورة الحسنة عن نفسي وديني ووطني.
سألني والدهم بعض الأسئلة القليلة عني وعن بلدي ... وأجبته وعجب كثيراً عندما قال بأنه أول مرة يقابل عربياً من السعودية ... ولم يكن يتوقع ذلك وخاصة في تلك المنطقة وعند بيته... ودعته وواصلت المسير مع جامجي المطيع ...
في الطريق كثيراً ما تمر بمثل كومة الحطب هذه ... فالحطب مصدر الوقود الوحيد لأكثر السكان
محدثكم في الطريق نحو النزول تارة ثم الصعود تارة أخرى قرب قرية باكدين
خريطة توضح أسماء القرى على طريق السير
في الطريق مررت بقرية مونجو التي توقفت فيها نصف ساعة لتناول وجبة الغداء وشرب الشاي
بعد أن تناولت غدائي وشربت الشاي الذي أفضله وقد جلبته معي من بلدي
أردت مواصلة السير إلا أن مرافقي جامجي الذي يحمل أمتعتي يعجب من ذلك ويستاء كثيراً ... ولما ناقشته الأمر ... أوضح لي أنه اعتاد الناس أن يسيروا في اليوم الواحد ست ساعات فقط وإذا مروا بهذه القرية يقيمون فيها ليلة للراحة ثم مواصلة السير ... وأن كل من رافقهم لم يخرقوا تلك العادة ... فقلت له اسمع يا صديقي وقتي محدود وأنا منذ شهرين وأن أسير كل يوم لجمع اللياقة لهذه الأيام ولا أعتقد أني سأقف قبل غروب الشمس ... فعجب وأخذ يحاول إقناعي أنه سيلحق بي تعب شديد وأنني غير معتاد على هذه التضاريس وقد أمرض كما مرض بعض الأوربيين ... فقلت له لا تخف نحن نأكل التمر ونشرب اللبن وأنت تأخذ خمس دولارات لليوم وهاك عليها خمس أخرى ... فأخذ يسألني ليتأكد عشر دولارات قلت نعم شرط أن لا تسألني أن أتوقف ... فطار من الفرح ... وأصبح أكثر حماسة مني ... وفعلاً واصلنا السير ... ولكن ما لم يتوقعه صديقي هو أن - أمغطه - سيراً لأحد عشر ساعة خلال ذلك اليوم ... حتى وصلنا قرية نامشي الساعة السابعة مساءً بعد غروب الشمس...
الصديق وهو يحمل أمتعتي على ظهره بعد خروجنا من قرية مونجو أترككم الآن مع بعض الصور والتعليق من قرية مونجو إلى قرية نامشي
انظر وعورة الطريق ما بين صعود وهبوط
تقوم النساء بغسل ملابسهم في مياه الجداول العذبة ... وتلك الغرف على الجداول لها حكاية
تستخدم هذه الغرف كمطاحن للغلال بواسطة حركة المياه التي تدفع المروحة الخشبية أسفل لتدور وبالتالي يتم طحن الحبوب داخل الغرفة
كثيرا ما نمر على هذه التماثيل التي يتبرك بها السكان هناك وفق معتقدهم الباطل
نهر Dudh Koshi Nadi الذي يبدأ من أعالي الجبال حيث الثلوج والذي سنسير قربه مسافة طويلة
محدثكم يجلس بالقرب من أحد الجسور المعلقة إلى الخلف للراحة بعض الوقت
أحد المنازل وحوله بعض الحظائر التي تستخدم لتربية الماشية
صورة لأحد الجسور المعلقة فوق النهر
مجموعة صور من أعلى الجسر لنهر Dudh Koshi Nadi
الأبقار وحيوانات الجواميس قصيرة القامة أهم حيوانات الماشية التي تربى وتستخدم لنقل الأحمال
في الطريق قبل الوصول إلى قرية نامشي مررت بهذا المعبر الضيق بين الجبال وهنا يوجد مكتب للشرطة تأخذ رسم رمزي على المرور
صورة عن قرب للنافذة التي يتم من خلالها تحصيل الرسوم
في الطريق مررت بهذا البيت الحجري الجميل الذي غلف من الخارج بالطين
جسر آخر معلق يربط الحافة الشرقية للنهر بالحافة الغربية
محدثكم على جسر آخر وقد تعجب من شد كيابله الفولاذية
يقوم السكان بقطع الأخشاب من الغابات ونجرها بشكل هندسي دقيق يدوياً واستخدامها في البناء
أحد المنازل في طور البناء لاحظ النحت الهندسي للحجر والأخشاب التي تكون عازلاً للبرد
منزل آخر يبنى في الأسفل بالقرب من النهر
يمر الطريق بالعديد من البيوت المتفرقة التي غالباً ما يباع فيها الماء والطعام
مررت بأحد البيوت على الطريق لأنظر عن كثب وأتناول الشاي مع السكان لبعض الوقت
طفلة صغيرة تحدق بي وبكمرتي وهي تأكل كسرة خبز وتتأمل
شيء من الطعام الذي قدموه لي ونلاحظ استخدامهم للحطب أثناء الطبخ
محدثكم متوكئً عصاه بعد أن خرج من البيت المتواضع مستأنفا مواصلة السير
بعض المزارع التي تنتشر قرب القرى الصغيرة
من أبرز المحاصيل التي يزرعونها البطاطس التي لا تفارق طعامهم
أحد منازل السكان استضفت فيه لشرب الشاي
موقد النار والأخشاب التي تعد الوسيلة الوحيدة للطبخ لديهم
بعض أغراض المطبخ في إحدى زوايا الغرفة التي هي بيت للأسرة النيبالية
طفلة صغيرة تلهو في الخارج إلى جانب والدها وتنظر إلي بصمت
أم وبنتيها وطفلها تشرح لي طريقة حياتهم اليومية وتربيتهم للأبناء وصديقي يترجم لي وقد كانوا سعداء بمقابلتي وتمنيت أني أجيد لغتهم لأحدثهم عن الإسلام وعن نوره الذي لم يصل إليهم بعد
كتابات لمعتقداتهم على جانب الصخرة
قرية أخرى صغيرة في الطريق قرب النهر السريع الجريان
عظمة الله تتجلى في خلقة
ازدادت الطريق خشونة وارتفاعاً حيث الانتقال من سلسلة إلى أخرى
لسوء الحض تلفت حذائي من المشي ولحسن الحظ وجدت في أحد المحلات واحدة ابتعتها وأدت الغرض
والآن سأعرض بعض الصور قبيل وصولي إلى قرية نامشي التي ترتفع عن البحر حوالي 3500م
صورة محدثكم أمام أحد المنازل التي جعلت نزلاً للمارة وأجرة الغرفة لليوم الواحد دولار واحد فقط
بدأ يزداد الارتفاع ويتغير الغطاء النباتي تبعاً لتغير المناخ ونوعية التربة
مررت بهذا الجسر المعلق في مكان شاهق عند التقاء رافد كبير بالنهر المصاحب
في وسط الصورة يبدو الجسر السابق والذي يسير عليه المارة نحو الجهة الأخرى
صورة للنهر من أعلى الجسر المذكور ونلاحظ وعورة المكان وجماله الذي أبدعه الخالق
مجموعة من السكان يحملون المؤن إلى القرى البعيدة في الجبال
نسيت أن أذكر لكم أنه من الأشياء التي عجبت لها كثيراً وسيعجب منها الجميع القوة والقدرة الهائلة لدى السكان المحليين على حمل الأثقال والأوزان التي تتعدى أربعة أضعاف وزن الواحد منهم ... ولعل الصور التي أعرضها الآن توضح ذلك جلياً ... ولا شك أن الكثير منهم تأقلم وتكيف على ذلك ... فسبحان من وهبهم تلك القوة والجبروت ... حق للعجب أن يعجب منهم ...
يحملون الأثقال ويسيرون الأميال لعدة أيام ليوصلوها للقرى في الداخل
لا أعتقد بعد هذه الصورة تعليق حوالي 200 كجرام من الحمولة .. أصحاب بأس شديد
وسائل نقل بشرية جبارة تحمل المؤن والطعام ليعيش سكان القرى بأمان
وسيلة جميلة يستخدمها النيبالي عندما يتعب يوقف الحمل على عصا كان يتوكأ بها
وعندما يسير يتوكأ عليها وتساعده في الصعود والنزول بأمان فسبحان الله العظيم
قد يتساءل البعض ألا يستخدمون وسائل نقل أخرى كالحيوانات مثلاً ؟ أقول نعم يستخدمونها ولكنها مكلفة وقليلة لديهم .. وأعتقد أن وعورة المكان وتغير المناخ بين الطلوع والنزول قلص مثل تلك الوسائل ... إلا أني رأيت منها الحمار والجاموس والياك والخيل ولا يمتلكها إلا أصحاب الفنادق والتجار الذين يعملون في خدمة السياح الأجانب وخاصة الغربيين الذين يشكلون أكثر من 90% من رواد السياحة هناك ... وسأعرض أمثلة لذلك
مجموعة من الجواميس تحمل بعض الأمتعة ... وأعتقد أن الإنسان هناك أقوى منها فلم أشاهدها تحمل أثقل مما يحمل
قطيع من الحمير يحمل الغاز إلا الفنادق التي تخدم السياح في القرى على الطريق
عجبت كثيراً للإرادة القوية لدى الإنسان
هذا رجل من هولندا قابلته بعد أن قطع 15كم سيراً على قدم واحدة وعكازيتين .. أوقفته وألقيت عليه التحية وأخذت أحدثه عن اسمه وبلده وما أصابه وما دفعه على هذا ... فأجابني بالإنجليزية ... عمره 53 سنة أصيب في حادث قبل 20 سنة وهو من سكان هولندا ... كان يحلم منذ صغره أن يرى قمة إفرست على الطبيعة ... وأنه حان الوقت ليحقق حلمه .... فعجبت له ولقوة الإرادة التي يملكها ... في حين الكثير منا لا يعرف معناها أو حتى معنى لفظ إرادة وعزيمة ... احترمته كثيراً ... وحدثته عن نفسي وبلدي فسعد كثيراً عندما قال لي أنت أول عربي سعودي أقابله وأتحدث إليه ... ودعته وذهبت، ومراعاة لمشاعره لم أجرؤ على تصويره وهو ينظر فألتقط له هذه الصورة عندما ذهب لتكون شاهداً على هذه الرسالة التي أتمنى أن يستفيد منها قارئها.
ازداد الصعود نحو الأعلى وازداد الغطاء النباتي الغابات المخروطية تنتشر بكثافة
طريق السير على الأقدام كما يبدو قبيل الصعود إلى قرية نامشي
سبحان الله وبحمد عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته
طريق السير وسط الغابات الكثيفة قبيل الوصول للقرية نامشي
إحدى القمم التي تكسوها الثلوج تطل علينا من خلف الجبال
بعض المنازل تصطف على جانب الطريق كمحال تجارية تقدم الخدمات
ديك بلدي جميل المنظر الوحيد الذي يرفع صوته بالأذان هنا
يكثر الدجاج لديهم بشكل كبير حيث الاعتماد على بيضه في الأكل
اكتملت العائلة بهذا الصوص الجميل الذي قبلته وأردت أن أجلبه معي لولا خشية هلاكه
أحد المنازل الجميلة على الطريق تهفه الرياح الباردة من كل جانب
قرية نامشي NAMCHE وقد غابت الشمس بعد وصولها
قرية NAMCHE قرية جميلة تقع على ارتفاع 3450م فوق مستوى سطح البحر ... ومناخها معتدل إلى بارد صيفاً ... وتغطيها الثلوج معظم أيام الشتاء .. وهذه القرية تقع في مكان جميل على جبل تحيط به أخاديد سحيقة ... ويحتضن هذه القرية الجميلة قوس من الجبال جعلها متميزة وذات إطلالة جميلة حيث يمكنك منها مشاهدة أكثر القمم ارتفاعاً في العالم تحيط بك من كل جانب ... وإلى أن يبزغ فجر الصباح أنتقل معكم في الجزء الثاني من رحلة السير على الأقدام. المرحلة الثانية الجزء الثاني : من نامشي إلى دينقبيتشي FROM NAMCHE TO DINGBOCHE بت ليلتي في هذه القرية في فندق صغير وجميل أجرته لليوم الواحد 1.30 دولاراً فقط .. وفي الصباح عند الخامسة والنصف بعد الفجر تناولت إفطاري في مطعم الفندق وخرجت ألقي نظرة من حولي فدهشت لما رأيت من جمال المنظر من كل جانب... أود أن أوضح بأن سعر الطعام في هذه القرية يرتفع عن قرية لوكلا بسبب سعر النقل إلى هنا ... ولكنه يبقى مقبولاً بالنسبة لنا. والمسافة التي سجلتها في جهازي إلى هذه القرية وهي مسافة سير في طريق متعرج صعوداً ونزولاً عبر سلاسل متعددة حوالي 21كم قطعتها في 11 ساعة بمتوسط سير يقدر بحوالي 1.9كم لكل ساعة.
صورة لجزء من الفندق الذي سكنته عبر نافذة الغرفة بعد العودة من جولة قصيرة قبيل استئناف السير
صورة لجبل konged IR غربا والذي يرتفع 5900م في جزئه الأبعد الصورة من النافذة
مطعم الفندق الذي تناولت فيه وجبت الإفطار
في الصورة بعض مساكن قرية نامشي والجبل السابق ذكره نحو الغرب من القرية
في الصباح الباكر صعدت في طرف القرية لألتقط صوراً من جميع الاتجاهات حيث قمم الجبال الشاهقة وسوف أعرضها الآن موضحة بالاسم والارتفاع والجهة بالنسبة لقرية نامشي .. ولا أنسى أن أذكر لكم سرعة تقلب الأحوال المناخية في هذه السلاسل الجبلية .
جانب من جبل Konged IR الذي يقع غرب القرية - الجزء الأقرب يرتفع 5797م
الجانب الشرقي من من جبل kongde ri أعلى قمته بعد شروق الشمس عليها ، صورة مقربة بعدسة كانون L70-200
محدثكم وخلفه جبل kongde ri كاملاً بقمتيه الجميلتين
عظمة الله تتجلى في خلقه
صورة
التقطها بعد الإفطار لجبل
Taboche يقع شمال قرية نامشي
نحو الشرق من القرية جبل kusum و kangguru يرتفع 6370م فوق سطح البحر
نحو الشرق مباشرة جبل ثامسيركو الذي يرتفع 6623م فوق سطح البحر
صورة نحو الجنوب من القرية حيث طريق السير إلى هنا عبر السلاسل الجبلية الخمس
في جهة الشمال الشرقي من القرية وباستخدام عدسة التقريب 70-200ملم نشاهد أول صورة لإطلالة جبل إفرست أعلى جبال العالم .. وقد انتظرت بعض الوقت حتى انزاح الغمام عنها ... ونشاهد قمة جبل لوتسي الشهيرة نحو اليمين وتبدو أعلى بسبب قربها أكثر من إفرست.
صورة لجبل Lhotse لوتسي القريب من إفرست مقربة بشدة ارتفاعه 8501م فوق سطح البحر
صورة لقمة إفرست مقربة بشدة بعد الخروج من مدينة نامشي
صورة أخرى نحو إفرست بعد أن عاد الضباب يحول دونها
صورة للنهر الذي أصبح في العمق بعد أن ارتفعنا عنه كثيراً ونلاحظ بداية اختفاء الغطاء النباتي بسبب شدة البرودة ... متوسط ارتفاع النهر عن البحر حوالي 3100م وارتفاع موقع الصورة حوالي 3900م
تشتد الطريق وعورة وخاصة إذا بدأت الصعود من سلسلة إلى أخرى .. جامجي الذي يرافقني وهو مسرور
من هنا بدأت مواصلة السير نحو قرية دنقبوتشي التي يتعرج إليها الطريق كثيراً ويزداد طولاً ...
محدثكم يلتقط بعض الصور البعيدة أمام هذا المعبد على الطريق
عودة للخارطة لمتابعة الرحلة ... نلاحظ قرية تينقبوتشي التي سنمر بها في طريقنا
نشاهد بقع الثلج على الجبل المقابل ... وذلك الحصان البري الذي هرب عندما حاولت الاقتراب منه
صورة لطريق السير ونلاحظ قلة تذبذب الغطاء النباتي هنا بسبب الارتفاع
حيوان جاموس جبلي لم يسـتأنس بعد يعيش على ارتفاع 4000م
صورة أخذتها أثناء السير في الطريق نحو قرية تنقبوتشي بعد خروجي من قرية نامشي
في الطريق من قرية نامشي إلى تنقبوتشي ثم دنقبوتشي ثم لوبتشي ... لم ألتقط العديد من الصور والسبب هو تشابه الأرض وتناقص الغطاء النباتي وظهور الثلوج ... لذلك اكتفيت ببعض الصور التي سأعرضها لكم ومن خلالها نواصل سيرنا إلى نهاية الرحلة بالقرب من جبل إفرست أقرب نقطة يمكن الوصول إليها دون استخدام المعدات أو الأكسجين أو التمرين على التأقلم وهي قرية لوبتشي الظاهرة على الخريطة أعلاه ... أتركم مع الرحلة إلى هناك
كثيراً ما نمر بهذه المعابد التي تعترض الطريق على شكل دوار ... وقد لاحظت من مرافقي سلوكه المسار الأيسر إجباري من الناحية العقدية لديهم ... بينما كنت أخالفه ذلك فأسلك المسار الأيمن ... وكان دائماً يسألنا لماذا أفعل ذلك فأخبرته أن ما تراه شعيرة يخصك ولا يخصني ... وقد دار بيني وبينه نقاش حول بوذا ومن خلق الأرض والجبال ... وأخبرني أن بوذا هو من خلق هذه الجبال ... ولعدم إتقاني اللغة جيداً ... اكتفيت بتوجيه سؤال له واحد ... إذا كان بوذي كما تقول يسكن هذه الجبال التي التي تدعي أنه إلاهها وقد كان فيها منذ زمن ... فمن خلق الشمس والقمر والنجوم هل بوذا من فعل ذلك ... فكر قليلاً وستعرف أن هناك من هو أعظم مما تتصور ومما تفكر ... وهو الله الذي خلقنا وخلق السماوات والأرض وخلق الموت والحياة .... فسكت ولم يعد يحدثني عن الدين بعد ذلك ... ولا أدري أكان سكوته غضباً مني أم حيرة في أمره ... إلا أني سعدت بقوله لي بعد برهة سأقرأ عن الإسلام ... إذا وجدت فرصة لذلك .
فندق إفرست يقع شمال شرق قرية نامشي على جبل مرتفع مررنا أسفل منه
بدأت الأرض تزداد فقراً في الغطاء النباتي وتزداد بالثلوج البيضاء الجميلة
قمة جبل Ama dablam أما دابلم 6856م فوق سطح البحر قمة جميلة قبيل وصولي قرية تنقبوتشي
وصلت بعد أكثر من 7 ساعات من السير على الأقدام إلى قرية تنقبوتشي ... وهذه بعض الصور منها وللجبال كما تبدو من تلك القرية
منازل من قرية Tengbotche , وتبدو في الصورة اليمنى قمة لوتسي وإفرست
صورة أخرى ويظهر فيها إلى اليمين جبل أما دابلم وإلى اليسار أبرز بناء يميز القرية ويشاهد من بعيد
تمثال في الطريق بعد الخروج من قرية تنقبوتشي ... وصورة أخرى لآما دبلم 6856م
قال الله تعالى : ( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود )
صورة بانوراما 3 صور مدمجة ... أثناء العودة بقرية تنقبوتشي ... تجمع ثلاث قمم رائعة اما دبلن ولوتسي وإفرست
بعد الخروج من قرية تنقبوتشي البرد قارص والأرض جرداء إلى اليسار جبل مالنفولان 6464م
سرت بعد ذلك من قرية تنقبوتشي نحو قرية دنقبوتشي ... وسط طرق وعرة ومتعرجة في منطقة انعدم فيها الغطاء النباتي وارتفعت الأرض كثيراً ... وتناقصت درجات الحرارة إلى حوالي الصفر المئوي وقل السكان ... أترككم مع بعض الصور القلية لتلك المناطق
في هذه المنطقة ظهر حيوان الياك الذي يعيش في المناطق الباردة على ارتفاعات تزيد عن 4000م
عودة مع الخريطة التي توضح لنا مدى تضرس المنطقة وشدة وعورتها
صورتين من قرية دينقبوتشي ... ويظهر إلى جانب المساكن جبلا ثامسركو وكانتيجو اللذان أخذت لهما صورة من نامشي ... وقد مرا على يميني أثناء قدومي من لوكلا حيث أن قرية لوكلا تقع خلفهما بنفس البعد عن هذه القرية منهما
في اليوم التالي بعد أن مكثت ليلة في هذه القرية واصلت السير ... وقد كنت عند مفترق طرق ... طريق إلى اليمين يسير نحو إفرست من الجنوب ولكنه مغطى بالثلوج ويتعذر لمثلي السير معه بسبب شدة ارتفاعه التي منها يبدأ البعض التسلق ... ولم يكن ذلك ضمن خطة سيري ... فسلكت الطريق الآخر نحو قرية لوبتشي ... التي يبدأ منها مسار التسلق لجبل إفرست من الجهة الغربية ... وقد سرت إلى تلك القرية ... وأصبح الارتفاع يشكل عائقاً مرهقاً للبدن والسير بسبب نقص الأكسوجين، ولعملي المسبق بقدرة التحمل لدى الإنسان ومخاطر الضغط الجوي على الرأس وقلة الأكسجين في مثل تلك الارتفاعات جعلت أعلى نقطة أتوقف عندها 4930م فوق مستوى سطح البحر ... وكانت شمال قرية لوبتشي التي منها عدت أدراجي ... بعد أن أحسست بسرعة التعب وصعوبة التنفس ...
وفي مثل تلك الحالات يحتاج المرء إلى تأقلم لعدة أيام ، وهذا ما يفعله متسلقو قمة إفرست ... حيث يمكثون بعض الوقت على ارتفاعات ثم يعودون لأيام نحو الأسفل ... وهكذا يتم زيادة الارتفاع حتى يستعان بالأكسجين في ارتفاع 6000م وما فوق ... ومن عاش في تلك المناطق تكيف جسمه مع أحوالها بأمر الله كما رأيته في سكانها الأشداء.
قرية لوبوتشي الصغيرة ... التي لا تعدو أن تكون مركزاً لراحة المتسلقين الهواة الذين يأتون من أنحار العالم لممارسة رياضة المشي والتسلق
مشهد من أقرب نقطة لجبل لوتسي الشاهق
صورة لجبل نوبتسي Nuptse الذي يرتفع 7864م .. والذي يحجب خلفه قمة إفرست بسبب قربه ... صورة مقربة من قرية لوبوتشي
أعزائي وأحبائي هنا نهاية الرحلة وآخر نقطة تلامسها قدماي على ارتفاع 4930م شمال قرية لوبوتشي أخوكم حمد العسكر يقول لكم عظمة الله تتجلى في خلقه ومع أمتع الأوقات واللحظات اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وإلى رحلة أخرى في هضبة التبت أستودعكم الله اضغط هنا للعودة إلى الصفحة الرئيسة
|