بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد

أهلا وسهلا بكم مع أخيكم الباحث الجغرافي والرحالة حمد العسكر في رحلة جديدة من رحلاته ينقلكم من خلالها إلى جزء بعيد من هذا العالم الجميل

( نيوزلندا ... رحلة في أعماق الطبيعة الخلابة )

أخي القارئ حتى تلم بأبعاد هذه الرحلة وما تحويه من معلومات فإنه يتوجب عليك قرأتها وفقاً لتسلسل أحداث سيرها من البداية إلى النهاية

ثم إنها ليست دعوة مني للسفر والسياحة بقدر ما هي نقل لمشاهداتي واطلاعي هناك

 

مقدمة قصيرة حول عرض الرحلة

        في هذه الرحلة الطويلة لم أنقل كل ما شاهدته واطلعت عليه من معالم جغرافية وبشرية وتاريخية واجتماعية وحضارية وثقافية ... وإنما ركزت على الجانب الطبيعي الذي تتميز به تلك المنطقة من العالم مع ذكر القليل من الجوانب الأخرى التي لم أفيها حقها من الذكر. وبالرغم من عدد ما صورته بعدستي من صور تجاوزت 1600 صورة إلا أنني سأنتقي منها ما يقرب من 30% فقط لكي أتمكن من عرض تفاصيل هذه الرحلة.

       بفضل من الله ونعمة وتيسير تمكنت من حجز مقعد على خطوط الكاثي باسفيك من موقع الشركة عبر الأنترنت ( الرياض - هونج كونج - أوكلاند ) وكنت أنوي السفر إلى هذه البلاد منذ سنوات خلت ... وما شجعني أكثر هو عدم حاجتها إلى تأشيرة دخول مسبقة ...ومثلها هونج كونج ... ومتوسط المسافة بالطائرة من الرياض إلى نيوزلندا مع التوقف لمدة ساعة ونصف في هونج كونج حوالي 19 ساعة تزيد وتنقص قليلاً حسب خطوط الطيران.

 

خريطة توضح موقع نيوزلندا وبعدها بالمسافة عن الرياض

 

نيوزلندا

الموقع والمساحة

       تقع نيوزلندا في أقصى الجنوب الغربي للمحيط الهادئ وإلى الجنوب الشرقي من أستراليا, وتقدر مساحتها بحوالي " 270.500 كم2 " وتتكون من جزيرتين رئيسيتين شمالية وجنوبية يفصل بينهما مضيق كوك والساحل البحري النيوزلندي طويل يمتد لمسافة لا تقل عن " 10.000 كيلومتر " .

 السطح

      يتكون سطح نيوزلندا من سهول ساحلية ومناطق منبسطة في الداخل وخاصة الجزيرة الشمالية  وجبال بركانية  و الجبال في الجزيرة الشمالية تشمل القمم البركانية من جبل " رابيهو = 2.797 " و جبل " تاراناكي = 3.518 " و جبال " ناوروهو = 3.287 " و جبال " تونقاريرو = 1.967 " .  أما الجبال في الجزيرة الجنوبية فتتشكل في جبال الألب الجنوبية المتأثرة بالعوامل الجوية ، وهي سلسلة غير متقطعة تبدأ من شمال الجزيرة وتنتهي في جنوبها وتضم " 18 قمة " يبلغ ارتفاع كل منها أكثر من " 300 متر " وأعلى جبالها هو جبل " كـــــوك " الذي يطلق عليه الماوري أسم " أوراكي " وترجمتها " ثاقب السحاب " ، والثلوج والمياه المتجمدة من جبال الألب تنتقل بواسطة " 360 نهر " جليدي إلى الأنهار الرئيسة في الجزيرة والتي بدورها تصب في البحر على جانبي الجزيرة .  وتكثر البحيرات في البلاد وخاصة في الجنوب كما سيمر معنا في الرحلة.
 

السكان

       تعتبر نيوزيلندا قليلة السكان مقارنةً بالقياسات العالمية حيث لا يتجاوز تعداد سكانها الـ " 3.9 مليون نسمة " والآن أصبح 85% من السكان يعيشون في المدن وثلاثة أرباع السكان يعيشون في الجزيرة الشمالية .  ويعتبر واحد من كل سبعة نيوزلنديين هو من أصل ماوري ، وبينما أربعة أخماسهم يرجع نسبهم إلى أصول أوروبية - الأكثرية من " بريطانيا " ومن " هولندا وألمانيا و يوغسلافيا سابقاً و اليونان " ودول أخرى مثل الصين.

      قبل حوالي ألف سنة استوطن البلد قوم جاءوا من جزر المحيط الهادئ ، والذين استعانوا بالنجوم كي يرسموا خطوط ملاحتهم بحثاً عن أرض جديدة ، هؤلاء القوم هم " الماوري Maori " " التانجاتا وينيوا Tangata Whenua " وترجمته حرفياً تعني " شعب الأرض " ، وعندما رأوا التلال المغطاة بالأدغال وفوقها الضباب الكثيف أطلقوا عليها أسم " أيتيروا Aotearoa " وترجمتها حرفياً " أرض السحابة البيضاء الطويلة " .


         وصل المستكشفون الأوروبيون إلى هذه الأرض في القرنين السابع عشر والثامن عشر ،وكانوا متلهفين لاستغلال الثروات الهائلة المتوفرة لهم . وفي سنة 1840م وقع رؤساء الشعب الماوري اتفاقية أمنت لهم الحماية من قبل الملكة البريطانية وضمنت لهم حقوقهم المصانة في الأرض والغابات ومصائد الأسماك ، نتيجةً لهذه الاتفاقية الهامة أطلق عليها اسم معاهدة " وايتانجي Waitangi " . والجدير بالذكر أن نسبة النساء مرتفعة في نيوزلندا وخاصة في السنوات الأخيرة نتيجة الهجرة للعمل وخاصة من أيرلندا وبعض دول أوربا.

وسائل النقل

      يوجد في نيوزيلندا ثلاث مطارات دولية في كل من " أوكلاند - ولينغتون - كرايستتشيرش " ويعتبر مطار أوكلاند البوابة الدولية الرئيسية وتستخدمه معظم الخطوط الجوية العالمية المعروفة . أما ما يخص الموانئ البحرية فيوجد في نيوزيلندا خمسة منافذ دولية في كل من " أوكلاند - ولنغتون - كرايست تشيرش – Dunedin – Tauranga " .

      وبالنسبة لأسعار النقل الداخلي فهي مرتفعة بشكل كبير وخاصة سيارة الأجرة وذلك راجع إلى ارتفاع أسعار الوقود . لذلك يستخدم السكان والسياح النقل العام بشكل كبير. لذلك أنصح من لديه القدرة على القيادة استئجار سيارة خاصة من إحدى الشركات العالمية كشركة بدجت مثلاً والتمتع بالتنقل كيفما شاء وبسعر أرخص بكثير مما سينفقه في الباص أو القطار أو الطيران أو سيارات الأجرة الباهظة الثمن. وذلك ما كنت عليه في معظم تنقلاتي هناك، حيث استأجرت سيارة خاصة أقودها بنفسي .. ويشترط لذلك أن تكون معك رخصة القيادة الدولية أو رخصة قيادة مترجمة بالإنجليزية . كما استخدمت الباص في بعض الأحيان وذلك قليل .. والطائرة المائية للنزهات القصيرة فوق البحيرات.

التعليم والمستوى المعيشي

     تهتم الدولة بالتعليم اهتماماً بالغاً حتى أنها تضعه في مكانه عالية  بحيث ينفق عليه النسبة العالية من نفقات الحكومة. ويرتفع المستوى المعيشي بشكل عام ... حتى أنها سجلت بعض المدن النيوزلندية أجود مستويات المعيشة في العالم، ويرجع ذلك إلى قلة أعداد السكان واهتمام الحكومة برفع الأجور ومحاربة البطالة ودفع الحد الأدنى للمعيشة للعاطلين عن العمل.. وقد انعكس ذلك على ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.

خدمة السائح والزائر لنيوزلندا i-site

     أقامت الدولة مراكز خاص لخدمة السائح والزائر والمقيم تحمل اسم ( i-site ) وهو مركز مجاني يقدم كل ما يحتاجه السائح من معلومات وخرائط وكتب ونشرات عن كل ما يريده في أي مدينة وعن أي نشاط رياضي أو ترفيهي أو سياحي دون مقابل ... إضافة إلى خدمة البحث والحجز عن السكن والإقامة  والمواصلات بجميع أنواعها في كل مدينة وقرية ... مع تحديد السعر المناسب والدفع لديهم وقص التذاكر وغير ذلك.

 

أبدأ بسم الله حديثي عن الرحلة

 

      وصلت مطار أوكلاند الساعة السادسة صباحاً ... وكان العاملون هناك غاية في التقدير والاحترام والترحيب .. وما أن خرجت من صالة المطار حتى وجدت نفسي في شتاء جميل ومطر منهمر ... توجهت إلى سيارات الأجرة لأصعق بارتفاع أسعار الأجرة الخاصة ... حيث تصل كلفة النقل 21كم إلى وسط أوكلاند حوالي 50 دولاراً نيوزلندياً أي ما يعادل  140 ريالاَ .. وما أن وصلت إلى أوكلاند حتى توجهت إلى شركة بدجت لأجد سعر السيارة الخاصة  لا يكلف في اليوم الواحد أكثر من 40 دولاراً أي ما يعادل 100 ريال.

من هناك توجهت إلى أقصى الشمال من الجزيرة الشمالية لأبدأ رحلتي مع المدن الجميلة.

مخطط سير الرحلة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب

 

 سأركز في بعض المدن على جانب دون آخر حتى لا يطول سرد وتفاصيل الرحلة رغم الاختصار الشديد الذي سأنتهجه

 

تعتبر مدن أقصى الشمال من الجزيرة الشمالية لنيوزلندا هي المدن التاريخية القديمة بحكم وصول الإنسان إليها سواء السكان الأصليين الذين يطلق عليهم الماوري أو المستعمر ،لذلك أردت أن أبدأ من هناك رحلتي ، وسأتحدث بشيء من الاختصار مع عرض القليل من الصور عن تلك المناطق.

 

Kaitaia

     كاي تايا تعني الطعام الكثير ... وكاي هي كلمة يطلقها السكان الأصليين الماوري على الطعام ، وهي بلدة صغيرة تقع في أقصى الشمال من الجزيرة الشمالية لنيوزلندا في قاعدة شبه جزيرة Aupouri ... تشتهر المدينة بجوها الجميل ومزارعها الخلابة وعدد سكانها القليل الذي لا يتجاوز 6.000 نسمة .

 

صورة من القمر الصناعي للمدينة

 

خريطة للجزء الشمالي من الجزيرة

 

وإليكم صورا من ذلك الجزء

 

 

صور من جنبات الطريق

 

نزل ريفي للإقامة في أطراف المدينة

 

      والجدير بالذكر أن جميع مدن وبلدات نيوزلندا تتوفر فيها الفنادق والموتيلات الأصغر والمساكن الريفية وذات أسعار مقبولة جداً ... ويمكن الحصول عليها وحجزها واختيار الأنسب سعراً منها من خلال مكاتب I-site المتوفرة في كل مكان

في اليوم التالي تجولت في ذلك الجزء متوجهاً نحو الشرق إلى بلدة Kerikeri

 


 

Kerikeri

      بلدة قديمة تحوي الكثير من المباني التاريخية وتقع على ضفاف أحد الأنهار القصيرة مطلة على مجموعة من الخلجان والجزر الواقعة نحو الشرق تكثر حولها المزارع وتربية الماشية ... تتميز بجوها المعتدل وعدد سكانها القليل.

أترككم مع قليل من الصور حول أطراف البلدة

 

صورة لأحد المباني الأثرية على ضفاف النهر في Kerikeri

 

تجولت في المدينة ماراً بإحدى المزارع الجميلة ثم الشواطئ والخلجان المتناثرة التي تزيد روعة المكان

بعض الحيوانات التي يربيها المزارعون

 

الماعز ويربى بكمية أقل بكثير من الضأن والأبقار

 

 

صورة لأحد الخلجان القريبة من البلدة

 

صورة من الطريق أثناء مروري بشبه جزيرة كاريكاري

 

شاطئ المحيط الهادي بأمواجه الصاخبة

 

بعد ذلك توجهت نحو بلدة Paihia الواقع إلى الجنوب بقليل من البلدة السابقة والمطلة على خليج

Paihia

   تعتبر المدينة السياحية الرئيسة على خليج الجزر التي تقع بالقرب منها وتقع على مقربة من المدن التاريخية  وعدد سكانها قليل لا يتعدى 2000 نسمة ، وتتميز بشواطئها النظيفة ورمالها البيضاء وصفاء مياهها

 

خريطة توضح موقع بلدة Paihia

 

موقع مدينة Paihia

 

سأكتفي يعرض الصور من تلك البلدة مع القليل من التعليق

منارة توجيه السفن


 

 

صور من شواطئ المدينة

 

 

ما أن تخضر عيناك من اليابس حتى تزرق برؤية الشاطئ

 

صور من البلدة الصغيرة وشاطئها الجميل

 

صورة من الطريق عند الخروج من المدينة متجها نحو أوكلاند

 

في اليوم التالي توجهت جنوبا قاصداً أوكلاند أكبر مدن البلاد حجماً وعدداً

أوكلاند Auckland

     هي أكبر المدن في الجزء الشمالي من الجزيرة الشمالية وأكثر مدن البلاد عددا للسكان حيث يقدر عدد سكانها بحوالي 1.5 مليون نسمة أي ما نسبته 32% من سكان البلاد. وشهدت السنوات الأخيرة زيادة في نسبة الأسيويين ... وقد صنفت ضمن أكثر المدن تحضراً في العالم للعام 2010م.

أترككم مع بعض الصور والتعليق

خريطة لمدينة أوكلاند توضح كبر مساحتها وامتدادها من الساحل الشرقي إلى الغربي

 

        وتعرف أوكلاند بمدينة الأشرعة بسبب العدد الكبير لحرفة القوارب ، وكمدينة حديثة ناشئة تمر أوكلاند بعصر النهضة وبأفاق ومتغيرات مستمرة وتتمتع أوكلاند بوجود برجها الأطول وكذا مصانعها ومراكزها التسويقية الأكبر وكذلك مراكزها العائلية والترفيهية الأفضل من أي مكان في نيوزلندا.

 

صورة توضح القوارب الشراعية الكثيرة في المدينة

 

في أوكلاند يوجد أعلى برج في البلاد يطلق عليه اسم برج sky ... ويمكن الصعود إلى أعلاه ومشاهدة أفضل مناظر للمدينة ... وبالقرب من البرج توجد محطة القطار والباص ... حيث نقطة التقاء شرايين المدينة.

وقد بلغت البلاد درجة عالية من التنظيم والترتيب والتقدم في مجال التكنولوجيا في جميع المجالات.

لن أتحدث عن الأسواق والأنشطة التي تتوفر بالمدينة بقدر ما سأعرض صورة عامة عن المدينة.

أترككم مع هذه الصور من المدينة

تتساقط الأمطار بشكل شبه مستمر خلال أيام من فصل الشتاء

 

 

عند خروجي من الفندق وسط المدينة في أجواء ماطرة

 

صورة توضح برج Sky في مركز المدينة النابض بالحركة والأسواق

 

صورة من فوق أحد التلال الخضراء لميناء المدينة وخلفه منطقة البرج

 

صورة من أعلى البرج

 

صورة لجانب أخر من المدينة

 

      قبل خروجي من المدينة مررت بأحد متاجر التمويل الغذائي لأبتاع منه بعض حوائجي ... فتعرفت إلى صاحب المتجر وهو رجل عربي يكنى أبو علي ... الأستاذ هيثم  الذي أحسن استضافتي وكان أول عربي أقابله في تلك البلاد ... يعيش في نيوزلندا منذ عدة سنوات وقد حصل على الجنسية النيوزلندية ... كان معلماً في السابق.. والآن متقاعد يدير متجره الخاص ... وهو قدوة في تعامله مع الآخرين ممثلاً دينه في ذلك خير تمثيل  . قضيت معه ومع ابنه علي وقتاً ممتعاً وسعيداً ... أسأل الله لهما التوفيق  والسعادة.

 

محدثكم وإلى جواره الأستاذ هيثم وابنه علي إلى اليسار

 

بعد ذلك خرجت من المدينة أوكلاند قاصداً الجنوب نحو هاميلتون التي تبعد حوالي 130كم ماراً بمناظر ريفية غاية في الجمال. أترككم معها في هذه الصور على طوال الطريق.

جانب من الطريق السريع

 

إحدى محطات الوقود

 

أسعار الوقود في نيوزلندا مرتفعة فلتر البنزين يكلف حوالي 1.77 دولاراً نيوزلنديا أي ما يعادل 4.82 ريالا سعوديا.

 

 

 

 

 

مشاهد من الريف بين أوكلاند وهاميلتون

 

 

 

 

رغم برودة الجو وتساقط الأمطار شتاءً إلا أن الأفق صافي وخالي من العوالق على مد البصر

 

كثيراً ما نشاهد الأنهار القصيرة التي تخترق المزارع على جنبات الطريق

 

 

لا يشعر المرء بتعب أو ملل طوال سيره على الطريق في هذه الجنان الخضراء

 

الوصول إلى هاميلتون

هاميلتون Hamilton

تبعد هذه المدينة الجميلة عن أوكلاند نحو الجنوب حوالي 130كم

يطلق عليها شعب الماوري اسم kirikiriroa وهي رابع أكبر مدينة في الجزء الشمالي من البلاد ، يمر بها نهر وايكاتو الجميل ... وتعتبر المدينة همزة وصل وتفرع لطرق المواصلات نحو المناطق الأخرى.

 

صورة جوية توضح اختراق النهر لوسط المدينة ... النقطة الحمراء موقع الفندق المطل على النهر

 

تجولت في هذه المدينة التي تشعرك بالهدوء والسكينة يومين استمتعت فيها كثيرا بمنظر نهر أيكاتو الذي يمكنك أن تتجول حوله من خلال حدائقه العامة أو تلقي بناظرك من نافذة أحد الفنادق التي تشرف على جهته الغربية.

حدثت لي الكثير من المواقف الرائعة والجميلة في هذه المدينة لا يسع المجال لذكرها ...

هذه المدينة يمكن اعتبارها مكان للراحة من صخب المدن الكبيرة ومكان جميل للدراسة في مدارسها ومعاهدها التي يرتادها الطلاب من أنحاء العالم. باختصار هي مكان يحلم فيه أصحاب الخيال الواسع.

قابلت بعض طلاب البعثات والدارسين السعوديين ... وسررت لحالهم هناك واجتهادهم وحبهم لطلب العلم  ... إلا أنني حزنت لأمرين، أولهما معاناة الكثير منهم من غلاء المعيشة وخاصة الأكل والتنقل. وثانيهما وهو رأي خاص بي ( من خلال مقابلة عابرة أجريتها دون تخطيط لها ... ومن دافع الغيرة الصادقة... ) ... ما رأيته من وجود فتيات يدرسن اللغة في تلك البلاد دون مرافقة محرم لهم ... علماً أني لا أخشى عليهم من الفتنة بقدر ما أخشى عليهم من تحول في المفاهيم والقيم والعادات بما لا يتناسب مع مجتمعهم المحافظ ... الأمر الذي جعلني أتسأل كيف يسمح أولياء أمورهم بذهاب بناتهم للخارج بحجة الدراسة دون مرافق ... أيعقل أن يكون ذلك حبهم لفلذات أكبادهم؟

أعود معكم إلى الرحلة وأترككم مع بعض الصور من المدينة والتعليق المختصر

أحد شوارع المدينة

 

أبو كلين يعمل في رفع الأخشاب ولا يعرف شيءً عن الحفر

 

بالقرب من مركز المدينة في شارع المطاعم

 

 

صورتين من وسط المدينة

 

أحد المطاعم القليلة التي تقدم الأكل الحلال في المدينة

 

جانب من أحد أحياء المدينة

 

بساطة المنازل والتنظيم الدقيق أكسبها الهدوء والجمال

 

 

صورة من وسط المدينة بعد غروب الشمس

 

نهر وايكاتو

يعتبر نهر أيكاتو الذي يمر بالمدينة أطول نهر يجري في الجزيرة الشمالية بطول 425كم من المنحدرات الشرقية لجبل Ruapehu إلى أن يصب في بحيرة توبو أكبر بحيرة في نيوزلندا

وقد أعجبني كثيراً بما يحويه من مناظر جميلة في النهار وروعة في الليل ... وبما يتميز به من اندماج بين الطبيعة والحضارة.

إليكم صورا من ذلك النهر

اندماج عجيب بين الأوان وآخر بين الطبيعة والحضارة

 

 

صور ليلية للنهر والجسر الجنوبي الذي يربط بين طرفي المدينة

 

على ضفاف النهر

 

صورة إلى اتجاه الجنوب من الجسر الشمالي للنهر

 

صور نحو الشمال من الجسر المقابل

 

خلف النهر مكتب استئجار القوارب لمن أحب التجول في النهر

 

زوج بط عند مرسى القارب يتأمل في مصدر رزقه مسبحاً بحمد ربه

 

 

أثناء التنقل داخل النهر

 

 

صورة من النهر للفندق الذي أقمت فيه

 

بعد ذلك تجولت في بعض متنزهات المدينة العامة بين الطبيعة البكر والطيور الآمنة أترككم مع بعض الصور الجميلة

الطريق نحو الجسر للضفة الأخرى

 

نخلة جميلة وعجيبة  شاهدتها في كثير المدن

 

إلى حديقة عامة شرقي النهر

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

 

محدثكم في الحديقة أمام النهر

 

محدثكم يجلس للراحة وسط أصوات الطيور

 

في الفندق أمام المرآة أثناء صعودي اللفت أحببت أن ألتقط صورة لي بنفسي

 

في اليوم التالي استقليت سيارتي لأخذ جولة ريفية متوجهاً نحو مدينة أخرى تتميز بجانب آخر من عظمة الله التي تتجلى في خلقه.

أترككم مع الصور حتى الوصول إلى هناك

لافتة الطريق إلى مدينة روتوروا

 

إحدى وسائل النقل المفضلة للكثير من الناس

 

 

كل الطرق مزودة باللافتات واللوحات المبسطة لكل وجهة

 

 

 

 

أعجبني هذا البيت الريفي الجميل أيما إعجاب

 

 

الخيل من الحيوانات المحببة عالمياً للإنسان

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

 

 

ستخضر عيناك لكثرة ما تشاهده من الغطاء النباتي على الطريق

 

 

الأبقار لها النصيب الأوفر من الغذاء

 

 

تصاحبك الجداول والمياه طوال الطريق

 

 

 

 

 

زراعة بعض المحاصيل الشتوية

 

الوصول إلى روتوروا Rotorua

تقع هذه المدينة الساحرة إلى الجنوب الشرقي من هاميلتون بحوالي 105كم ... وهي مقر مقاطعة منطقة روتوروا ... عدد سكانها حوالي 56.000 نسمة ..

 

صورة جوية توضح موقع مدينة روتوروا حول البحيرة التي تحمل اسمها

 

تعتبر مدينة روتوروا  وجهة للسياح على المستويين المحلي والدولي ... حيث تعتبر صناعة السياحة هي الصناعة الأكبر فيها.

وتشتهر المدينة بنشاطها من الطاقة الحرارية الأرضية .. حيث تنفث الأرض بقدرة الله حرارة عالية مركبة من غاز الكبريت وغازات أخرى مختلطة  لتخرج على السطح على شكل أبخرة عظيمة مكونة لبرك الطين الذائبة وأعمدة السحب البخارية التي استغلت الدولة جزء كبيرا منها في توليد الطاقة الكهربائية .

وتوجد عدة مناطق حرارية مثل " Whakarewarewa - Waimangu - Wai-o-tapu - Hell’s gate

وتتميز المدينة بوقوعها على بحيرة جميلة تحمل نفس اسمها ...

وتنتشر حول المدينة العديدة من البحيرات الجميلة وخاصة نحو الشرق والجنوب الشرقي

لن أطيل الكثير من الحديث عن المدينة كما في هاميلتون ... وسأكتفي فقط بعرض صوراً عامة من المدينة والبحيرة والمنطقة التي تميزها حيث الطاقة الحرارية الجبارة والغازات البركانية التي تحكي عظيم صنع الله في هذه الأرض.

أترككم مع الصور

صورة من وسط المدينة ونشاهد كثافة السحب تملأ الأفق

 

 

 

صورة بالقرب من البحيرة شمال المدينة

 

بحيرة روتوروا

 

 

يمكنك استئجار إحدى أجمل متع الدنيا .. الطائرة بنوعيها لأخذ جولة فوق البحيرة وعلى أرجاء المدينة

 

أو الباخرة أقدم وسائل النقل في حياة الناس

 

سبحان الله العظيم الذي سخر الإنسان في هذه البلاد لحماية الطير والحيوانات

 

الإوز طيور عملاقة تنتشر وتتغذى في البحيرة

 

همسة في أذن كل صياد ... 

( وقفت متأملاً عندما  رأيت الطيور تحط بجانبي وكأني غير موجود ... فشعرت فوراً بمدى الأمن الذي تعيشه ... وتذكرت ذلك الحمام وتلك الطيور في أشجار الأثل في بلادي وما تعيشه من فزع وخوف وتناقص يقودها إلى الانقراض ... أفلا تستحق طيورنا أن نمنحها شيء من الأمن وفرصة في البقاء للتكاثر ... حتى يراها أجيالنا القادمون... نحن لا نصيدها من جوع أو حاجة ولله الحمد ... والله أحل لنا الصيد وحق علينا أن نشكره بالمحافظة عليها وعلى الحياة الفطرية في بلادنا ... )

أعود معكم ونكمل نحو منطقة الطاقة الحرارية العجيبة

أبخرة تتصاعد من جوف الأرض وسيلان للطين وذوبان للصخور

 

صورة من برك الطين

 

قد يظن البعض أنها من كوكب آخر ... فسبحان الله العظيم

 

الحرارة تذيب ما حولها لتصنع خليط من الألوان الممزوجة بتراكيب الصخور وبقايا الأوراق

 

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

بعد أن تجولت في تلك المدينة وما حولها خرجت متوجهاً بعون من الله نحو مدينة أخرى ... وفي الطريق مررت بمناظر الريف الجميلة التي أسرتني طوال الرحلة ... لذا سأترككم مع بعض تلك الصور حتى الوصل إلى الوجهة التالية.

 

انظر لمخطط السير للتعرف على مواقع المدن المصاحبة لنا في الرحلة

خط السير وما زلنا في الجزيرة الشمالية

 

الآن صور من الطريق نحو مدينة تاوبو Taupo

 

 

 

 

 

 

 

 

نكهة خاصة من حياة الريف لا يشعر بها أهل المدن

 

 

 

 طرق في الريف ... تختصر عليك المسافات متى ما كنت تحمل جهاز الملاحة

 

إحدى محطات الوقود التي تزودت بالوقود منها

 

وصلنا إلى المدينة التالية

تاوبو Taupo

هي مدينة على شاطئ بحيرة توبو في وسط الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا .. وتقع في منطقة وايكاتو الجنوبية.

يبلغ عدد سكانها حوالي 22.300 نسمة ... تتميز المدينة بهدوئها وسحر جمالها

وتعتبر بحيرة توبو  من أكبر البحيرات العذبة في قارة أوقيانوسيا.  يبلغ محيطها 193كم وأعمق نقطة فيها 186متراً. تغذيها عدة أنهار.

ولأني أسهبت سابقاً فسأختصر كثيراً في هذا الجزء من الرحلة لتشابه كثير من الجوانب بين المدن ...

 

صورة جوية لمدينة تاوبو والبحيرة التي تقع عليها توبو

 

كنت قد وصلت المدينة مساءً فكانت هذه أول صورة منها

 

       سكنت في أحد الموتيلات الجميلة وفي الصباح الباكر عندما رأيت المدينة وشوارعها الجميلة وبحيرتها العذبة بدأت رحلة سير بالدراجة الهوائية التي يوفرها الموتيل رغبة مني في الرياضة وكسر الروتين اليومي ... ولِما رأيته من الآخرين حيث شجعني سيرهم على الأقدام والدرجات ووجود المسارات الخاصة لهذه الرياضة المهيأة من قبل المواصلات ... وكانت بالفعل غاية في الروعة والجمال ... أترككم مع بعض الصور.

 

 

جانب من المدينة وآخر من البحيرة

 

 

 

محدثكم أثناء تجواله بالدراجة الهوائية

 

أحد مخيمات الرحلات قرب البحيرة

 

منظر عام لمنازل المدينة ذات الطابق الواحد

 

 

 

إحدى المزارع القريبة من البحيرة أثناء تجوالي في الريف

 

جانب من حدائق المدينة العامة

 

طلاب إحدى المدارس في رحلة مدرسية ... وهم خليط من السكان الأصليين الماوري والمستوطن الأوربي

 

شاحنة في الشارع الرئيس تنقل أخشابا قطعت من الغابات المجاورة

 

 

صورة لبعض المنتجات الغذائية المحلية

 

ترتفع أسعار المنتجات بشكل كبير يعاني منه الجميع

 

عدت في اليوم التالي مرة أخرى نحو البحيرة الجميلة لأجد مجموعة من الطيور التي قضيت معها وقتاً ممتعاً أترككم مع بعض ما التقطته عدسة الكاميرا  هناك.

 

( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ )

 

 

 

( أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

 

هبوط

 

استراحة

 

استعداد

 

إقلاع

 

 

 

( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ )

 

بعد تلك الجولة الجميلة في عالم الطير توجهت نحو ميناء البحيرة الذي يوفر رحلات بحرية أو جوية بالطائرة حول المدينة وعلى هذه البحيرة الأكبر في المنطقة ... أترككم مع بعض الصور

 

مرسى القوارب الصغيرة والطائرة النهرية

 

المركب السياحي

 

يمكنك التمتع بمنظر الغروب والثلوج التي تكسو المنطقة البركانية خلف البحيرة من وسط البحيرة

 

 

في الخلف نشاهد منطقة جبال تونغاريرو

 

أحد الأنهار التي تصب في بحيرة توبو

 

آخر من الأنهار الرئيسة التي تصب في البحيرة على الطريق بعيداً عن المدينة

 

صورة من الطائرة لمدينة تاوبو وبحيرة توبو

 

سبحان الذي سخر لنا نعمه ظاهرة وباطنه ... له الحمد والشكر والثناء الحسن

خرجت بعد تلك الجولة الجميلة في المدينة وبحيرتها وأجوائها متجهاً نحو مدينة أخرى ماراً بأحد المعالم الطبيعية المشهورة في البلاد ... منطقة الجبال البركانية منطقة جبال تونغاريرو  

فإلى هناك

 

تونغاريرو   Mount Tongariro

تعتبر منطقة جبال تونغاريرو قاعدة براكين في وسط الجزيرة الشمالية لنيوزلندا ...وتقع إلى الجنوب من بحيرة توبو بحوالي 20كم .. وتتكون منطقة الجبل من 12 فوهة بركانية ... ينشط منها الثلاثة الواقعة في الشمال والأقرب نحو البحيرة ... والتي تعطي البحيرة لمسة من الجمال الذي أبدعه الله في تلك الأرض.

ويعتبر الجبل البركاني  Ngauruhoe أعلى تلك القمم حيث يصل ارتفاعه إلى 1978متر فوق مستوى سطح البحر. وقد ذكر أنه اندلع في العامين 1974 -1975م

ويقع إلى الجنوب منه جبل Ruapehu البركاني الذي تكسوه الثلوج البيضاء .. تتوسطه فوهة عظيمة قد دفنت بالثلوج.

 

صورة جوية توضح المنطقة البركانية والمتنزه الوطني هناك

 

 

  

يمكن لمن أراد مشاهدة تلك الفوهات البركانية عن قرب أن يركب الطائرة العمودية أو الأفقية التي تقلع من بحيرة توبو في جولة سياحية تستحق كلفتها والعناء لمن يحب مشاهدة فوهات البراكين.

وتعتبر منطقة  تونغاريرو    Tongariroبشكل عام محمية ومتنزه وطني جميل. وخاصة الجزء الغربي منه.

حيث تعتبر تونغاريرو الحديقة الوطنية الأقدم في نيوزلندا ، وواحدة من 25 موقع سجلتها منظمة اليونسكو تجمع بين الثقافة والطبيعة والتراث.

أترككم مع بعض الصور بشيء من الاختصار

 

 

جبل  البركاني Ngauruhoeالذي يرتفع 1978م فوق مستوى سطح البحر

 

جبل Ruapehu البركاني إلى الجنوب من جبل Ngauruhoe

 

درجة الحرارة المنخفضة جداً أدت إلى موت الشجيرات في فصل الشتاء

 

شاحنة جميلة على الطريق الرئيس الذي يربط مدن وسط الجزيرة الشمالية

 

أنتقل بكم إلى مخطط الرحلة لمعرفة المدينة التالية

مخطط سير الرحلة ... وما زلنا في الجزيرة الشمالية

 

نابيير Napier

نابيير (وتسمى في لغة الماورى Ahuriri ) وهي مدينة في نيوزيلندا مع ميناء بحري يقع على خليج هوكس على الساحل الشرقي من الجزيرة الشمالية.

 

موقع المدينة على الساحل الشرقي من الجزيرة الشمالية

 

يبلغ عدد سكان المدينة وفق إحصاء عام 2009م حوالي 58.100 نسمة  ... وتبعد عن العاصمة ولينغتون حوالي 320كم عبر الطريق السريع.

وتعتبر المدينة أكبر منتج للتفاح والكمثرى والعنب ومعظم الفواكه  الأخرى. ويصدر من مينائها معظم إنتاج الصوف واللحوم والأخشاب في ذلك الجزء الشرقي من البلاد.

لن أعرض صوراً من المدينة والعمران والأنشطة ... لتشابهها بسابقاتها ... لذلك سأكتفي بعرض بعض الصور لشواطئها الطبيعية والجزء الريفي حولها ... فقد كانت المدينة بالنسبة لي مدينة استراحة سريعة

أترككم مع بعض الصور

أحد شواطئ المدينة عند الصباح الباكر قبيل خروجي منها

 

 

أحد الأنهار على الطريق بالقرب منها

 

 

 

مفترق طرق في المنطقة الريفية

 

 

 

 

 

 

سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته

 

 

 

بقعة الغبار الوحيدة التي شاهدتها في نيوزلندا ... وقد كانت من فعل الإنسان

 

سبحان من خلق وأبدع

أنتقل وإياكم إلى منطقة أخرى تتميز بجمالها وطبيعة أرضها وقد اكتفيت برحلة نهرية سأعرضها مستغنياً بها عن عرض ما يتعلق بالمدينة والريف هناك ... ولكون تلك المدينة متميزة بنهرها الجميل الذي يحمل اسمها فإلى هناك

 

Whanganui

تعرف سابقاً باسم انجانوي  وهي منطقة حضرية ومنطقة على الساحل الغربي من الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا

وتتميز المدينة  بوجود نهر يحمل اسمها الجديد وهو أحد الأنهار الرئيسة في الجزيرة الشمالية لنيوزلندا Whanganui River

كان النهر يعرف سابقاً بنهر انجانوي ... حتى تغير إلى اسمه الحالي في العام 1991م ، لكي يوافق اسم المدينة ولكي لا يخلط بينه وبين نهر انجانوي في الجزيرة الجنوبية Morikau . وسأكتفي بعرض ست صور من ذلك النهر الجميل والذي تميزه حوافه الخضراء من حوله.

 

صورة جوية للمدينة ونلاحظ اختراق النهر لها حتى مصبه في بحر تسمان

 

أترككم مع بعض الصور

 

 

 

 

 

 

       في الحقيقة يحتار المرء في نيوزلندا في كل مكان يراه ... فما أن يصل مكان حتى يقول هذا الأجمل ... ليكتشف أن ما بعد يجعله في حيرة من أمره .... وهذا ما حدث معي عندما وجدت نفسي محتارا ... أحاول الاختصار في مسار الرحلة ... ظناً مني أني رأيت ما يكفي ... إلا أني راجعت حساباتي وصفرت عداد الهمة وواصلت بعون الله مستمتعاً بكل تلهف وشوق وانسجام. فإلى التالي من الرحلة.

 

 بالمرستون نورث Palmerston North

هي مدينة داخلية عند مفترق طرق ، وتتميز بهدوئها. وبكونها موقع مناسب لسكن الطلاب الوافدين للدراسة في البلاد ، لذلك نجد أن أكثر من نصف سكانها أعمارهم دون 33 سنة. تكثر بها مساكن الطلاب والموتيلات الصغيرة والمتوسطة.

وتصلح بأن تكون محطة توقف وراحة للمسافرين

أخذت جولة سريعة فيها قبل توجهي إلى العاصمة في الطرف الجنوبي للجزيرة الشمالية

أترككم مع القليل من الصور هناك وستكون هذه المرة من المدينة دون الريف

صورة جوية للمدينة توضح المنطقة العمرانية والزراعية والطبيعية معاً

 

أعلى بنايتين تتميز بهما المدينة

 

صورة من الساحة وسط المدينة

 

صورة من ساحة المدينة

 

الدراجة وقد خصص لها موقف خاص جزء من التنظيم

 

أحد المطاعم العالمية والذي يتوفر في أكثر المدن النيوزلندية

 

مركز المعلومات I-Site الذي يتوفر لخدمة السائح في كل مكان

 

الموتيل الذي أقمت فيه خلال مروري بهذه المدينة

 

صورة من داخل غرفة الموتيل

 

سكة القطار قرب النهر جنوب المدينة

 

منظر لجانب من أطراف المدينة عند خروجي منها اليوم التالي متوجهاً إلى العاصمة المحطة القادمة

 

نعود مع مخطط الرحلة

مخطط السير ... ونحن الآن نقترب من العاصمة جنوب الجزيرة الشمالية

 

 العاصمة ولينغتون Wellington

تقع في جنوب الجزيرة الشمالية من نيوزلندا ... وهي العاصمة وثالث أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان حيث بلغ عدد سكانها عام 2009م حوالي 386.000 نسمة.

وتعتبر البوابة الرسمية إلى الجزيرة الشمالية ، وهي مدينة بسيطة جداً نظراً لصغر حجمها مما تجعلك مستمتعاً بجوالات المدينة سيراً على الأقدام ، وهي عاصمة تجمع بين الحداثة والثقافة التاريخية الماورية القديمة.

احتلت عام 2009م واحدة من أفضل وأرقى أربعة مدن في العالم من حيث جودة المعيشة. وبالفعل من يزورها يشهد ذلك بكل وضوح.

 

العاصمة ولينغتون كما تبدو من القمر الصناعي

 

 

 

حافلات تسير بواسطة الكهرباء

 

 

 

تتميز العاصمة  بالمنطقة الحضرية والتجارية التي تشمل الأسواق والتراث والمتاحف

 

 

 

قوارب الأشرعة في الميناء الرئيس

 

 

صور من ميناء المدينة لجزء منها

 

وتشمل مناطق الساحل مثل Kapiti و Wairarapa وغيرها بالإضافة إلى المناطق الريفية نحو الشمال من العاصمة.

أقمت في العاصمة ليلتين وفي الثالثة كنت قد حجزت للعبور نحو الجزيرة الجنوبية عبر مضيق كوك الجميل استعداداً للسير في النصف الآخر من البلاد

 

مضيق كوك Cook Strait

 وهو عبارة عن ممر مائي يفصل بين الجزيرتين الشمالية والجنوبية ... ويربط بين المحيط الهادئ شرقاً وبحر تسمان غرباً.

وينسب مضيق كوك إلى البحارة الأوربي جيمس كوك 1770م ( الكشوف الجغرافية ) المستكشف الذي وصل إلى سواحل استراليا ونيوزلندا ومر عبر ذلك المضيق ... ليتغير من بعده ذلك العالم النائي إلى عالم حديث فقد هويته القديمة ولبس هوية وطابع أوروبا الغربية.

ويعتبر مضيق كوك من أخطر المضايق في العالم بعد مضيق النار ( مضيق ماجلان ) الواقع جنوب أمريكا الجنوبية ... حيث لا يمكن التنبؤ بأحوال الطقس فيه وحركة المياه بشكل دقيق. وقد لاحظت ذلك أثناء ركوبي العبارة والمرور من خلاله عندما أظلمت السماء بشدة في منتصف النهار ... كما سنلاحظ من خلال الصور.

والجدير بالذكر أن عبور ذلك المضيق من أجمل ما رأيت في حياتي فطول الرحلة خلال ثلاث ساعات لم أجلس أبداً حيث شدتني المناظر الخلابة للبحر والمحيط والجزر المتناثرة ... وتلك الجبال التي تخرج من العمق خضراء مكتسية بالجمال ، ناهيك عن روعة المناخ البارد الذي زادني نشاطاً وحيوية.

 

متوسط المسافة بين الجزيرتين الشمالية والجنوبية في خط سير العبارة حوالي 90كم ، بين العاصمة Wellington وبلدة Picton

 

صورة من القمر الصناعي للميناء في العاصمة ولينغتون

 

العبارة وهي راسية قبل ركوبها بلحظات

 

والحقيقة سررت كثيراً بما رأيته من دقة في المواعيد وسهولة في الركوب والنزول وحسن التقدير والاحترام ... فشتان بين الفريقين، بين عبوري إلى الغردقة  الذي  استغرق مني أربع ساعات في إجراءاته الروتينية وبين أقل من عشر دقائق هنا ناهيك عن التنظيم والمصداقية في التعامل.

أعرض عليكم الآن مجموعة من الصور أثناء عبورنا مضيق كوك فإلى هناك

الرصيف بعد أن خرجت منه العبارة ... ونشاهد خرطوش السير إلى الباخرة باللون الرمادي

 

وداعاً يا ولينغتون في رحلة بحرية كلها راحة بال وهدوء بفضل الله

 

جزء من العاصمة كما يبدو من الباخرة

 

أرصفة الميناء مكتظة بمنتجات التصدير وخاصة الأخشاب

 

بعد دقائق من الإبحار

 

سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

 

 

 

بعض الشاحنات التي تحمل المؤن والبضائع تنتقل معنا فوق الباخرة

 

السماء تتلبد بالغيوم

 

 

الضباب يخيم تارة وينقشع تارة أخرى

 

ناقلة أخرى في طريق العودة

 

 

 

 

 

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

 

جبال خضراء بعضها متصل وبعضها جزر تتخللها الخلجان الجميلة

 

 

 

 

عند الخروج من الخليج ودخول مياه المضيق

 

 

قبيل الوصول منتصف النهار بدأت السحب بالتراكم

 

وازدادت السحب والظلمة

 

حتى ظن الجميع أن الليل أرخى سدوله فسبحان الله الذي تجلت عظمته في خلقه

 

كنا نسير قبل الوصول وسط هذه الخلجان والرؤؤس الجميلة

 

وبفضل من الله عاد الجو دون سابق إنذار إلى ما كان عليه

وإليكم بعض الصور من ميناء بلدة بيكتون الصغيرة عند الوصول

 

قبيل الوصول بلحظات

 

 

هنا ترسو العبارة بعد رحلة جميلة كلها تفكر وتأمل في خلق الله سبحانه وتعالى

 

 

بعض القوارب الخاصة الراسية في ميناء المدينة

 

إلى هنا نكون قد عبرنا إلى الجزيرة الجنوبية من بلاد نيوزلندا ... وأواصل معكم رحلة في أعماق الطبيعة الخلابة

فإلى الأمام بتوفيق الله

 

عودة مع مخطط الرحلة

مخطط السير ... ونحن الآن نبدأ من شمال الجزيرة الجنوبية

 

بيكتون Picton

هي بلدة صغير في منطقة مارلبورو الواقعة في الركن الشمالي الشرقي للجزيرة الجنوبية . وهي أول مرفأ صغير للقادمين عبر البحر أو المضيق من الجزيرة الشمالية إلى الجنوبية.

   وقد سحرتني تلك البلدة بكل ما تعنيه معاني الكلمة جمال بين الجبال والماء وأمطار بين الأرض والسماء وهدوء عجيب يتغلغل إلى وجدان الإنسان ... حتى أني قلت في نفسي ويل للعشاق والمحبين من هذه البلدة ... ولكي لا أطيل الحديث عنها سأترككم مع الصور التي أخذتها لتلك البلد ورحلة السير إلى الأعلى  والأسرة التي ابتعت منها العسل واستضافتني لساعة في وسط الجمال بأنواعه المحيرة.

 

موقع بيكتون البلدة الصغيرة الخضراء

 

بيكتون الجميلة كما تبدو من القمر الصناعي

 

صورة من الطائرة لبعض الخلجان إلى الشمال الشرقي من البلدة

 

عند وصولي الميناء وجدت سيارة تابعة للنزل الذي كنت قد استأجرته مسبقاً في انتظاري حيث أني قد أعدت السيارة التي كانت معي إلى شركة بدجت العالمية في العاصمة ولينغتون...

أقلتني السيارة إلى النزل الصغير المتواضع والرائع من حيث الموقع والبساطة ... لأبدأ مرحة جديدة من رحلتي هناك ...

ومن المعلوم أنه كلما اتجهنا نحو الجنوب تنقص درجة الحرارة ... ويزداد المدى الزمني اختلافاً بين الليل والنهار.

 

صورة لموقع النزل الذي يحمل اسم الشجرة العملاقة اسكويا والتي تنتشر في هذه البلدة

 

وتلك هي شجرة الاسكويا العملاقة أمام النزل وسط هذه الأرض المكسوة باللون الأخضر

 

ثلاثة أيام في بيكتون منها يومان ماطران أضفت جواً وطابعاً فريداً لا يوصف للإقامة هناك

 

شيء من مرافق النزل

 

مطبخ مشترك والخدمة ذاتية

 

صالة الجلوس والانترنت

 

لعبة شطرنج عملاقة ضمن المرافق الترفيهية

 

أعجبني كثيراً في كل أنحاء نيوزلندا لا يسمح بالتدخين إلا في الخارج .. لذلك يخصص لهم مكان في الهواء الطلق

 

كان سعر النزل منخفض جداً بما يعادل 68 ريالاً فقط ... وذلك لتواضع المكان ...

أترككم مع بعض الصور أثناء تجولي في البلدة

 

 

شجرة الأسكويا

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

 

أحد الجداول التي تخترق وسط البلدة

 

سكة حديد قطار الشحن

 

 

الشارع العام في المدينة

 

 

قرب المرفأ الصغير

 

في اليوم التالي ذهبت في رحلة سير على الأقدام لصعود الجبل الذي يشرف على بيكتون ... رغبة مني في رياضة المشي ... ومشاهدة المنطقة من الأعلى . سرت قرابة عشر دقائق حتى وصلت إلى بداية خط سير الأقدام ... معتمداً على الله ثم على خارطة صغيرة.

 

طريق السير في بداية الصعود

 

الغطاء النباتي على جانب الجبل

 

 

 

تفوح روائح زكية من كل مكان داخل هذه الغابات التي تكسو تلك الجبال

 

في مواضع تزداد كثافة الغطاء النباتي

 

 

 

 

 

 

بعد الصعود مدة نصف ساعة .. بدأت أتنفس الصعداء عند مشاهدتي لمنظر البلدة من الأعلى

 

هنا منتصف الطريق وأعلى القمة

 

المياه العذبة تنحدر نحو الأسفل لتغذي الجداول وسط المدينة

 

رائحة الزهور الزكية تزيد الحيوية والنشاط

 

 

عند النزول أحد الجسور فوق أحد الجداول

 

 

 

جدول آخر يجري باتجاه البلدة

 

أثناء عودتي نحو البلدة ... شاهدت منزلاً ريفياً جميلاً في أقدام الجبل الذي هبطت منه  في وسط مزرعة تحيط به ... فقررت أن أقوم بزيارة لأهل ذلك المنزل سريعة لأرى مدى ترحيبهم وتقبلهم للضيف ...

توجهت إلى المنزل وقبل وصولي إليه رأيت تلك المرأة صاحبة المنزل تخرج منه مبتسمة وتسير نحوي وقد عرفت أني سائح ... استأذنتها بالزيارة والتقاط بعض الصور للمزرعة ... فرحبت بي ودعتني للدخول ... وبالفعل دخلت فقدمت لي كوباً من الماء وشرعت في إعداد كأس من الكافي .... فبدأت أتحدث معها معتذراً عن الإزعاج ... فردت بل هي مسرورة بأن يزورها شخص ويتعرف على مزرعتها ويعجب بحيواناتها .. سألتها أتسكنين وحدك قالت أنا وابنتي فقط ... ثم حملنا أكواب الكافي وأخذتني في جولة داخل مزرعتها ... بين أبقارها متجهين نحو غرفة ريفية في نهاية الطرف الآخر من المزرعة أعدتها لبيع العسل ... حيث تحب المكوث دائماً هناك في متجرها ... مكثت لبعض الوقت أنظر لأنواع من العسل تنتجه في مزرعتها ... حدثتها عن بلدي وسبب قدومي ... ثم ودعتها وهي مسرورة ... كنت فضولياً في تلك الزيارة ... قاصدا معرفة مدى إكرامهم وترحيبهم بالزائر ... وقد كان ذلك إيجابياً أكثر مما توقعت.

أترككم مع بعض الصور للمزرعة معتذراً عن نشر صور المرأة وابنتها

بيت المرأة ومزرعتها أثناء توجهي لزيارتها

 

بعض حيوانات المزرعة

 

جانب من المزرعة تحيط بها تلك الجبال الجميلة

 

الغرفة الريفية التي توجهنا إليها سيراً على الأقدام

 

ورود طبيعية تجمع من الجوار تزين وتعطر تلك المنازل الريفية

 

وكان لا بد من الاختصار حتى نصل إلى نهاية الرحلة

أنتقل بكم إلى الوجهة التالية من الرحلة

إلى Christchurch

كرايستشيرش Christchurch

هي أكبر مدن الجزيرة الجنوبية لنيوزلندا وثاني أكبر منطقة حضرية في البلاد ، تقع على الساحل الشرقي للجزيرة ...  يقدر عدد سكانها بحوالي 321.000 نسمة

تشتهر عالمياً بمدينة الحدائق نظراً لمتنزهاتها الجميلة وحدائقها العامة الكثيرة ، فمهرجانها السنوي المقام في شهر فبراير تحت أسم " مهرجان مدينة الحدائق للزهور " ويعتبر هذا المهرجان الأكثر شعبية في البلاد ككل.

والجديد في هذه المدينة أنها تعرضت قبل أسابيع لزلزال مدمر بلغت قوته 7.1 على مقياس رختر وذلك في 4 من سبتمبر 2010م حيث كان مركز الزلزال قريباً جداً من المدينة فلا يبعد سوى 40كم نحو الغرب من المدينة. حمانا الله من الزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن.

زيارتي لها كانت سريعة وخاطفة ... بسبب تأخري في بيكتون ... لذلك سأكتفي بعرض صور عامة وقليلة مبتعداً عن وسط المدينة الذي تكثر فيه الحدائق والمباني الأثرية

 

صورة من القمر الصناعي توضح حجم المدينة وموقعها المطل على المحيط الهادئ

 

صورة عامة نحو المدينة من المحيط

 

مباني قديمة من المدينة

 

 

مقر الإقامة والمبيت

 

موج المحيط الصاخب

 

صورة للشاطئ من أطراف المدينة

 

ملاعب القولف الطبيعية

 

 

جانب من ريف المدينة أثناء خروجي منها متوجهاً مواصلاً رحلة سيري في الجزيرة الجنوبية

 

هواية ركوب المنطاد تستحق العناء لتلك المدينة لمن يحب التحليق في السماء ..

 

 

خروف محلي غني بالصوف على الطريق عند خروجي من المدينة

 

في الطريق وأنا متجه نحو الغرب مررت بالعديد من القرى الصغيرة والجميلة ... إلا أنني لم أتوقف فيها خشية نفاذ الوقت لدي وتشبعي من التقاط الصور ... لذلك كنت أختصر الكثير وأبحث عن الأجزاء التي تنفرد وتختلف عما شاهدته سابقاً...

والجزيرة الجنوبية من نيوزلندا في الحقيقة تميل إلى البرودة بشدة ... ويزداد فيها تعقيد التضاريس ممثلة في جبال الألب النيوزلندية ... وتنفرد المناظر الخلابة في البحيرة الجميلة والخلجان العميقة ... مع بقاء الريف الذي ينحصر تدريجياً كلما توجهنا نحو المناطق الجبلية خاصة.

إلى الوجهة التالية

مخطط السير نحن الآن نسير باتجاه الغرب ووجهتي بحيرة Pukaki

 

Lake Pukaki

هي بحيرة من أكبر البحيرات العذبة في الجزيرة الجنوبية ... تغذيها الثلوج الذائبة من قمم الجبال ... حيث تعتبر ملتقى لجريان تلك المياه وتجمعها لتشكل بحيرة جميلة عذبة.

تبلغ مساحتها حوالي 178.7كم2 ... وقد استغلت الدولة تدفق مياه كثير من الأنهار نحو البحيرة في توليد الطاقة الكهربائية لتغذية احتياج المناطق المجاورة بالطاقة.

ويكفي أن أركز على جمال وسحر تلك البحيرة وخاصة الجانب الشمالي الغربي منها حيث تحيط بها الجبال التي تكسوها الثلوج البيضاء.

سأترككم مع بعض الصور لتلك البحيرة

صورة جوية للبحيرة

 

 

الثلوج التي تكسو قمم الجبال تغذي البحيرة بالماء

 

 

 

لا يسعني إلا أن أقول عظمة الله تتجلى في خلقه

 

وصلت رحلتي نحو مكان آخر ينفرد بأشكال تضاريسية غاية في الجمال

مضيق "خليج"  ميلفوردساوند Milford Sound

 أعجوبة العالم الثامنة كما سماها البعض .

ويكفيني من رحلتي إلى نيوزلندا ما رأيته من عظمة الله التي تتجلى في خلقه ... في ذلك المضيق والممر المائي الذي يحبس الأنفاس لهول ما تراه من الاندماج بين الماء والجبال.

ومن يرد  أن يستمتع وينظر لعظمة خلق الله في ذلك المكان بشكل واضح فليستأجر طائرة من هناك ويحلق ليرى مشاهد لن ينساها أبداً.

وحقيقة فقد عجزت عن التعبير ونقل ما رأيت هناك ... فرغم ما بي من تشبع ومن طول رحلة كلها سحر وجمال أبدعه الله في هذه الأرض ... إلا أنني وقفت متأملاً في خلق الله لما رأيته ... لذا سأترككم مع الصورة التي هي أبلغ من اللسان والقلم.

 

 

سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته

 

باخرة الرحلة التي ستنقلنا في الممر المائي

 

 

عظمة الله تتجلى في خلق

 

 

 

 

 

صورة من الطائرة للممر المائي تغني عن الوصف والحديث

 

توجهت في اليوم التالي نحو الجنوب قاصداً بحيرة  Lake Te Anau

 Lake Te Anau

كان اسمها قديما بحيرة تي آنا ... تقع في الركن الجنوبي الغربي من الجزيرة الجنوبية لنيوزلندا ... مساحتها حوالي 344 كم2 ... مما يجعلها ثاني أكبر بحيرة في نيوزلندا بعد بحيرة توبو ، والأكبر في الجزيرة الجنوبية.

طولها حوالي 65كم . تقع على ارتفاع 210متر فوق مستوى سطح البحر ... إلا أنها في أقصى عمقها تصبح تحت مستوى سطح البحر ... حيث يصل  أقصى عمق للبحيرة حوالي 417م  ... أي 207م تحت مستوى سطح البحر.

يغذي البحيرة عدة أنهار أهمها نهر Eglinton من الشرق ونهر Waiau من الجنوب ... بالإضافة إلى أنهار قصير كثيرة من المرتفعات الشمالية والغربية.

وتقع بلدة Anau الصغيرة جنوب البحيرة ... وهي بلدة زراعية لا يزيد عدد سكانها على 2000 نسمة.

أترككم مع هذه الصور من البحيرة

موقع البحيرة وامتدادها كما تشاهد من القمر الصناعي

 

قبيل غروب الشمس

 

صورة لجانب من البحيرة نحو الغرب تبدو جبال الألب النيوزلندية خلف البحيرة

 

إحدى المزارع القريب من البحيرة قرب قرية Anau

 

 

مكتب حجز تذكرة طيران جولة حول البحيرة والجبال

 

صورة للطائرة المائية أثناء إقلاعها فوق البحيرة

 

في اليوم التالي توجهت إلى مدينة الملكات كوينزتاون Queenstown

فإلى هناك

كوينزتاون Queenstown

مدينة الملكات أكبر مدن الجزء الجنوبي الغربي ... يقدر عدد سكانها بحوالي 10.500 نسمة ... تقع على ضفاف بحيرة Wakatipu الأمر الذي أكسبها جمالاً وجذباً للسياح وخاصة محبي التزلج والطيران الشراعي.

 

 

تعتبر كوينزتاون مقصد سياحي في الجزء الجنوبي لدولة نيوزلندا وهي الأفضل ككل وذلك من خلال توسطها للجبال الجميلة وبحيرتها الصافية الهادئة بحيرة ويكاتيبو " Wakatipu " والمنظر الرائع لتعرج سلسة جبال ريمركابلس " Remarkables " المطلة على البحيرة ورؤؤس الجبال المثلجة دائماً تجعلان منها أفضل بقعة لهواة الثلوج.

أترككم مع بعض الصور بشي من الاختصار

صور من الطريق نحو كينزتاون

 

صورة ليلة لكوينزتاون

 

إحدى القرى القريبة من الجبال اختياري الأمثل للإقامة

 

صورة من منطقة التزلج على الثلوج

 

ممارسة رياضة الطيران الشراعي

 

 

بحيرة Wakatipu

بحيرة الأصبع ... ثالث أكبر بحيرة ... يبلغ طولها حوالي 80كم ... تشتهر بجمالها الطبيعي وسلاسل الجبال التي تحيط بها  مثل جبال Remarkables.

وهذه بعض الصور من تلك البحيرة الجميلة

صورة من أحد مرافئ المدينة على البحيرة

 

 

 

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

توجهت بعد ذلك إلى الجنوب الشرقي نحو مدينة دنيدن Dunedin الساحلية

فإلى هناك

مدينة دنيدن Dunedin

تعتبر ثاني أكبر مدينة في الجزيرة الجنوبية لنيوزلندا. تقع على الساحل الشرقي للجزيرة والمدينة الرئيسة في منطقة اوتاجو ... وهي واحدة من أكبر أربع مراكز حضرية في البلاد ... لأسباب تاريخية وثقافية وجغرافية.

  يبلغ عدد سكانها 2009م حوالي 123.700 نسمة .

 

صورة من القمر الصناعي لمدينة دنيدن على الساحل الجنوب الشرقي للجزيرة

 

وتتميز المدينة بوجود أقدم جامعة في نيوزلندا جامعة أوتاجو الجامعة الأولى.

أترككم مع بعض الصور المتنوعة من المدينة وأطرافها

لافتة ترحيبية على الطريق

 

منظر لأمواج المحيط الهادئ شديدة البرودة

 

 

تتميز الشواطئ بنظافتها ونقاوة رمالها الساحلية

 

صورة لوسائل النقل القديمة التي كانت تعمل بالكهرباء

 

 

أبرز معالم المدينة محطة السكة الحديدة

 

بعد ذلك أخذت أسابق الوقت فاتجهت في اليوم التالي نحو الغرب قاصداً بلدة Bluff البلدة الواقع في أقصى جنوب الجزيرة الجنوبية من نيوزلندا

 

مدينة Bluff

هي أقصى مدينة في الجنوب النيوزلندي من الجزيرة الجنوبية ... في منطقة ساوثلاند... وهي صغيرة الحجم يقدر عدد سكانها بحوالي 1850نسمة ... وهم في تناقص مستمر. وتعتبر من أولى المدن التي رست فيها سفن التجارة الأوربية في القرن الثامن عشر.. وقد جعلتها ضمن خطت سيري حيث منها العبور إلى جزيرة ستيوارت الجزيرة الثالثة النيوزلندية الأقرب إلى القطب الجنوبي.

 

 

الطريق إلى جزيرة ستيوارت

لعل ما دفعني إلى الوصول إلى أقصى الجنوب هو حب المغامرة والاكتشاف رغم ضيق الوقت وشدة البرودة في ذلك الجزء من العالم.

لذلك سأركز بشيء من الاختصار حول نهاية الرحلة نحو تلك الجزيرة الجميلة الباردة .. وكلي حزن لضيق الوقت وقرب نهاية الرحلة.

مررت بمدينة Bluff على عجلة ولم أتوقف فيها لالتقاط الصور التي طالما تكررت طوال الرحلة أمثالها. وإنما لفت نظري صورة للنصب الذي وضع في نهاية جزيرة نيوزلندا الجنوبية ليقول للجميع هذا هو أقصى جنوب نيوزلندا وأبعد بقاع الأرض عن العالم القديم  ... ويشير إلى جهات متعددة من العالم بالاتجاه والمسافة.

 

النصب الذي وضع في نهاية الجزيرة الجنوبية من نيوزلندا

 

من ساحل Bluff

 

في تلك الأثناء كنت أحاكي نفسي قائلاً بعد النهاية لا بد من بداية جديدة نحو الجنوب البارد ... فإلى جزيرة ستيوارت الجزيرة الثالثة والأبعد والأقرب إلى القارة المتجمدة الجنوبية.. فمعي إلى هناك

 

جزيرة Stewart Island

اتجهت مندفعاً لأستقل عبارة لا تنطلق إلا الساعة التاسعة والنصف صباحاً ولا تعود إلا بعد يوميين قاطعة مضيق Foveaux البالغ عرضه 30 كم تقريباً ... حتى أصل إلى جزيرة لا يزيد عدد سكانها عن 400 نسمة تقريباً ... يعيشون في بلدة صغيرة تدعى اوبين Oban على خليج يسمى خليج الهاف مون  Halfmoon

 

بلدة Oban الجزء الوحيد المأهول بالسكان من الجزيرة

 

في مرفأ جزيرة Stewart

وتعتبر الجزيرة منطقة طبيعية بكر تكسوها أشجار الغابات الباردة والتي اعتبر الكثير منها محميات طبيعية شبه معزولة تعيش فيها بعض الطيور النادرة ... وتخلو الجزيرة من الحيوانات المفترسة، والضارة.

مناخها شديد البرودة شتاءً بارد في فصل الصيف ... بسبب الميلان الشديد لأشعة الشمس ... وتأثرها بالتيارات القطبية الباردة في مواسم من السنة.

لا يمكنني أن أصف الجزيرة تلك حق وصفها ... فلعلي أترككم مع بعض الصور التي تغني عن الحديث.

صورة لخليج الهاف مون قرب مدبنة اوبين Oban

 

 

منظر عام للخليج من Oban

 

 

 

مقر الإقامة في الجزيرة

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

مكتب حجز وخدمات

 

البطريق ذو العينين الصفراء كما يسمونه ينتشر في جنوب البلاد وخاصة هذه الجزيرة

 

طائر عجيب شكله يوحي بالحزن

 

حلقة سلسلة معلم جميل على طريق المشاة هناك

 

في هذه الجزيرة تسجل زاوية الأشعة أقصى ميلان للشمس في ذلك الجزء من العالم ... وهنا أطول ظل رأيته يسقط نحو الجنوب

 

تنخفض درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها بسبب تأثير الرياح القطبية على المنطقة

 

أحبائي هذه الصورة الختامية صورة لطائر الكيوي الفريد من نوعه والذي لا يعيش إلا في نيوزلندا ويكثر تواجده في هذه الجزيرة

 

 

ومن هذا المكان النائي محدثكم يصل وإياكم إلى نهاية الرحلة وكل عام وأنتم بخير 1431هـ

 اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام

وموعدنا في رحلة أخرى بعون الله

 

اضغط هنا للعودة إلى الصفحة الرئيسة