تكونت جمهورية تنزانيا من اتحاد تنجانيقا وزنجبار، على أثر
المذابح الدامية التي وقعت في زنجبار في سنة 1384هـ - 1964م.
وتنزانيا اسم لمملكة قديمة قامت بهذه المنطقة، وكانت تنجانيقا
وزنجبار القسم الأكبر من سلطة آل بو سعيد الإسلامية في شرقي
أفريقيا، وتكالبت عليها القوى الاستعمارية في الربع الأخير من
القرن الماضي، فتآمرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا على أقسام شرقي
أفريقيا فيما بينهم، فوقَّعت كل من بريطانيا وألمانيا معاهدة في
سنة 1304هـ - 1886م، لاقتسام المنطقة بينهما، فأخذت ألمانيا
تنجانيقا.
وظلت ألمانيا تسيطر على تنجانيقا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى
عندما هزمت، فآلت إلى بريطانيا، وسعت للانتداب عليها من قبل عصبة
الأمم المتحدة، وظلت تنجانيقا تخضع لبريطانيا حتى استقلت في سنة
ألف وثلاثمائة وإحدى وثمانين هجرية 1961م.
أطاحت ثورة زنجبار المدعومة سياسياً سنة 1964 بسلطانها جمشيد بن عبد الله وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة المحليين. والسلطنة الواقعة شرق تنجانيقا المكونة أساسا من عدة جزر هي نموذج للتنوع العرقي، وقد منحتها بريطانيا الاستقلال سنة 1963، ولكن أسفرت سلسلة من نتائج الانتخابات النيابية بإبقاء العرب على سيطرتهم على الحكم كنتيجة الموروث باعتبارها مقاطعة سابقة لسلطنة عمان. فأصاب الإحباط تحالف حزب أفرو شيرازي (ASP) مع حزب الأمة اليساري بسبب التمثيل البرلماني الناقص على الرغم من الفوز بنسبة 54% من الأصوات في انتخابات يوليو 1963، مما حرك جون أوكيلو عضو حزب أفروشيرازي حوالي 600–800 من الثوار صبيحة يوم 12 يناير 1964 في الجزيرة الكبرى أنغوجا، فاحتل مراكز الشرطة واستولى على أسلحتهم، ثم تقدم نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان وبحكومته. ثم بدأوا بالاقتصاص من المدنيين العرب والآسيويون في الجزيرة: وقد قدر عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الثورة من عدة مئات إلى 20,000 شخص. فجيئ بعبيد كرومي زعيم حزب أفروشيرازي فنصب رئيسا وقائدا للدولة الجديد، ومنح حزب الأمة مواقع في السلطة.
نظر الغرب إلى الحكومة الجديدة على أنها شيوعية، وبما أن وضع زنجبار لا يزال تحت النفوذ البريطاني، فقد وضعت الحكومة البريطانية عددا من الخطط للتدخل. لكن الخشية من استيلاء الشيوعيين على السلطة لم يتحقق، وقد تم إخلاء المدنيين البريطانيين والأمريكيين بدون مشاكل، فلم يكن هناك من حاجة لتنفيذ خطط التدخل البريطاني. وفي الوقت نفسه أنشأت قوى الكتلة الشيوعية من الصين وألمانيا الشرقية والإتحاد السوفييتي علاقات ودية مع الحكومة الجديدة عن طريق التعرف على البلد وإرسال المستشارين إليها. وقد ناقش كرومي موضوع اندماج زنجبار مع تنجانيقا، وتكوين دولة جديدة اسمها تنزانيا؛ وقد وصفت وسائل الإعلام المعاصرة لهذا الحدث بأنه محاولة لمنع الشيوعيين من تدمير زنجبار. وقد أنهت تلك الثورة 200 عاماٌ من حكم العرب العمانيين لزنجبار. ويتم كل عام الاحتفال بهذه المناسبة في الجزيرة كذكرى سنوية ويوم عطلة رسمية.
مخطط السير العام
المسافة بين دار السلام ومدينة ستون تاون عاصمة الجزيرة
مخطط سير الرحلة داخل الجزيرة
لعل أفضل إجابة لهذا السؤال ما ذكره الكاتب على محمود سامي في موقع المسلم بتاريخ 14-10-1430هـ
حيث قال :
(
من البلاد التي أصبحت منسية
في ذاكرة المسلمين اليوم ،
تأتي دولة زنجبار ، والتي لا
تزال تدافع عن اسمها العربي ،
والوجود الإسلامي بها ، رغم
حملات التنصير ، وما يتعرض له
سكانها من فقر و استشراق بشكل
كبير، حتى أضحت تستصرخ العرب
والمسلمين.
وإذا هذه الديار الواقعة في شرق أفريقيا ، قد أصبحت اليوم
تتخذ البعد الأفريقي ، فان
حضورها العربي ، لا يزال
حاضرا ، وهويتها الإسلامية ،
لا تزال باقية ، حيث يعتبر جل
سكانها من المسلمين بنسبة تصل
إلى 90 % . وعلى الرغم من ذلك
، فإنها تبدو ونتيجة للتحديات
السابقة وكأن سكانها من
المسلمين هم الأقلية، وما
عداهم هم الأغلبية!
هذه البلاد ، ونتيجة للفقر المدقع الذي يعانيه سكانها المسلمون، ويكاد ينخر في أجسادهم ، أصبح أحد العوامل الرئيسة لتغيير الدين، بل والحرب عليه ، بفعل حملات التنصير التي تشهدها البلاد، والتي تتخذ مع تنزانيا حكما فيدراليا، تتمتع فيه الأخيرة ، بكل مقدرات الأولى، فضلا عن استحواذها على النصيب الأكبر من المقاعد السيادية في الحكومة الائتلافية.
وعلى هذا النحو ، يعيش سكان
زنجبار من المسلمين في هذه
البلاد التي دخلها الإسلام
منذ القرن الأول الهجري،
وحكمها العرب العمانيون قرابة
ألف عام، إلى أن كانت المجزرة
، التي وقعت في العام 1965 ،
وكانت بمثابة إسقاط للحكم
العربي بها ، ومحو الوجود
العماني ، الذي كان يتمتع
بسدة الحكم، حتى كانت هذه
الحرب على اللون والهوية
والديانة ، فراح ضحية هذه
المجزرة قرابة 10 آلاف من
المسلمين .
وعلى الرغم من هذه الثورة الدموية بأرض الإسلام ،
إلا أنه على الرغم من كل هذه
الدماء التي وقعت على أرض
الإسلام بزبجبار ، فان الوجود
الإسلامي لا يزال حاضرا ،
والسمت العربي قائما ، وإن
نازعه التنصير ، وإن طارده
الاستشراق ، وإن قاومته روح
التخلف والجهالة ، بعد انتشار
مذاهب كثيرة, منها تخالف أهل
السنة والجماعة.
هذه
البلاد يعتبرها المؤرخون
البوابة الشرقية لأفريقيا، في
الوقت الذي يطلق عليها
السائحون بستان أفريقيا
الشرقية، من جمال طبيعتها،
وتمتعها بجزر طبيعية أخاذة ،
تبهر العقول، وتلفت إليها
الأنظار.
لذلك كانت حمم التنصير تنهمر عليها ، وبراكين الاستشراق
تنهل منها ، للدرجة التي جعلت
كثير من الدارسين الأجانب
يتخذون من البلاد موطن إقامة
لهم ، يدرسون بها ، ويعكفون
فيها على دراسة تأريخ هذه
البلاد ، وطبيعتها الخلابة،
في الوقت الذي كان يرافق ذلك
التنصير ، وأدواته الفتاكة.
ونتيجة للفقر الذي يعانيه أهل هذا البلاد ، وغياب الوعي
الديني – إلا من قليل منهم-
فكثيرا ما استخدم التنصير
معاوله ضد المسلمين، تارة
للتلويح بالمال ، فيدفع
المسلمات إلى بيع أنفسهن جراء
مبالغ زهيدة ، وتارة أخرى
يدفع بأدوات استشراقية،
مستغلا الفهم المحدود عن
الإسلام ، وغياب الوعي لدى
أبناء البلاد...
) انتهى.
حقيقة ما يسمى
في عام 21 يناير سنة 1964م أعلن استقلال زنجبار ، ولم يكن أحد
يعلم ماذا يخفي هذا الاستقلال
تحت عباءته الدنسة فقد قام
وزير خارجية ممباسة ( كميونا)
بإصدار أمر لتنفيذ مذبحة بشعة
يندر حصولها في تاريخ البشر
وشاركة في هذا رئيس شرطة
زنجبار البريطاني حيث قام
بتسريح الضباط الوطنيين العرب
، وأخفى مفاتيح مخازن السلاح
ثم تسلل 600 قارب صيد من
مدينة دار السلام واستولوا
على باخرة أسلحة جزائرية تدعى
:ابن خلدون ، كانت مرسلة إلى
موزبيق وعند إعلان الاستقلال
قام الحزب الافروشيرازي
بانقلاب مسلح واستولى على
السلطة وخلع السلطان جمشيد بن
عبد الله بن خليفة وابتدأت
المذبحة التي خططت لها
بريطانيا قبل تسع سنوات ( منذ
أن بدأت فكرة الأحزاب ) ووقع
ما لم يكن في حسبان أحد … لقد
قام الأفارقة والشيرازيون(
وأكثرهم مسلمون ) بهجوم شعبي
شامل على العرب الذين في
زنجبار وخلال دقائق أصبح قتل
طفل أو شيخ أو امرأة عربية
أسهل من التفكير بقتل
نملة.....
تولى الحكم بعد هذه المذبحة عبيد كرومي الذي حكم زنجبار
ممثلا لاتحاد تنزانيا الذي
أعلن بعد هذا الانقلاب وهو
مؤلف من كل من زنجبار
وتنجانيقا .
وترى كثير من الدراسات التاريخية أن تاريخ العرب في زنجبار أو زنزبار شوه كثيرا، فألصق بالحكم العربي تجارة الرقيق، واتهم بالتعاون مع الاستعمار، وتحمل العرب والمسلمون أكثر التهم سوادا في تاريخ أوروبا وإفريقيا فالصق بهم الميراث التاريخي الأسود الذي اقترفه الأوروبيون، وهو بيع الآلاف من الرقيق الأفارقة لأوروبا المسيحية.
لن أطيل عليكم ولكني سآخذكم من خلال الصور التالية مع شيء من التعليق إلى تلك المملكة المفقودة
عدنا إلى العاصمة الاقتصادية
للبلاد دار السلام ومكثنا بها
ليلة وفي الصباح الباكر
توجهنا إلى مرفأ السفن لنستقل
إحدى سفن النقل السريعة التي
تعتبر شريان الوصل الرئيس بين
دار السلام وزنجبار.
أثناء انتظارنا في الميناء قبيل ركوب السفينة
صورة عامة لميناء دار السلام
من داخل السفينة
صورة لإحدى السفن "العبارة" الحديثة التي تنقل المسافرين
إحدى السفن في الجوار
صورة لساحل المدينة من ظهر السفينة
بعض قوارب الصيادين
لركوب البحر طابع خاص يدفع المرء للتأمل
قارب صيد شراعي في عمق البحر
جزيرة صغيرة تعترضنا في هذا البحر الواسع الأرجاء
بعد التقريب البصري تظهر آثار الإنسان جلية في هذه الجزيرة الصغيرة
جزيرة زنجبار كما تبدو لنا ونحن نقترب منها
لا تبعد الجزيرة كثيرا عن الساحل الأفريقي ولكن خط السير من دار السلام نحو عاصمة زنجبار ستون تاون حوالي 70كم
مراكب الصيادين الزنجباريون تنتشر بالقرب من سواحل الجزيرة
بعض المباني المطلة مباشرة على الساحل الغربي للجزيرة
متجهين نحو المرفأ في عاصمة الجزيرة ستون تاون
صورة نحو الوراء حيث لا يرى سوى الأفق الشاسع والبحر الهادئ الذي هو جزء من المحيط الهندي
سفينة أخرى لنقل المسافرين تلحق بنا
السحب تتلبد في السماء بارتفاع منخفض
حيث ترسو العبارة
ما أن وصلنا حتى بدأنا نشاهد نمط العمران العماني العربي يحتل السمة الأبرز للعمران هناك
مدرسة إسلامية قديمة ما زالت تخرج أجيالا رغم ما أصاب البلاد والعباد من محن وفتن
أحد المباني الحكومية القديمة والتي يرجع تاريخها للحكم العماني في المنطقة
مظاهر الإسلام هي السمة الأبرز في كل اتجاه تنظر إليه
بساطة الناس وطيبتهم تشعرك بالراحة والاطمئنان
تمتد الجزيرة في أقصى امتداد لها 86كم من الشمال إلى الجنوب و38كم من الشرق إلى الغرب
اتجهنا نحو الشمال إلى مدينة Nungwi حيث أجمل الشواطئ هناك
وصلنا الفندق في المساء، وتلك البلدة الصغيرة ليست سوى بلدة متواضعة يقصدها العديد من السياح للاستمتاع بالمناخ الجزري والشواطئ النظيفة .. أخذنا قسطا من الراحة في ليلتنا الأولى ثم تجولنا سيرا على الأقدام في القرية المتواضعة .. وقد أدهشنا ما رأيناه من بساطة الناس وتعلق المسلمين بربهم .. وأنت تسير على قدميك يمر بك الواحد والآخر وهو يتمتم بكلمات خافتة وما أن ركزنا السمع حتى أدركنا أنه صوت القرآن يتلوه مراجعا حفظه ولاهجاً بذكر خالقه. فسبحان الله العظيم ..
أترككم مع بعض الصور من تلك الليلة وما بعدها..
صور من مرافق الفندق المطل على البحر
بعض المحال التجارية في القرية
أبناء الحارة يسمرون ما بين اللعب والحكايات
وعلى الشواطئ عالم آخر ينعم بالمال والرخاء يقضي متع دنياه في لهو وغفلة إلا من رحم الله
جانب من مرافق الفندق على ساحل المحيط
الفندق متواضع البناء مبني على شيء من الطراز العمراني العماني
مطعم الفندق المكشوف في الهواء الطلق قرب أمواج البحر
مكان آخر حيث تتوفر الانترنت والخدمات العامة
وفي اليوم التالي وفي النهار بعض من الصور تحكي عظمة الله التي تتجلى في خلقه سبحانه وتعالى
ساحل المحيط الهندي برماله البيضاء وسحبه الركامية المنخفضة وجوه المعتدل
سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته
مناظر تبهج ناظرك وتدعوك للتأمل والتفكير العميق
مرافق الفندق
منظر من القرية المتواضعة
استمتعنا في تلك المدينة الساحلية جميلة الشواطئ لذيذة الطعام البحري الذي نعجز عن وصف طعمه، ثم انتقلنا في جولة نحو الجنوب فإلى هناك من خلال بعض الصور والتعليق المختصر.
من السكان المحليين
الطريق الرئيس الذي يصل الشمال بالوسط والجنوب
بعض مزارع القرويين
صورة من الحياة اليومية
الظل مكان للراحة
المساجد في كل مكان وصوت الأذان لا ينقطع سماعه عن الآذان
لا يوجد مكان شاغر للوقوف إلا على الشجرة حتى ينتهي تنظيف الأرض
أشجار الموز تنتشر في كل مكان
و النارجيل كذلك
فتيات مسلمات خرجن من المدرسة يرتدين الحجاب
ما شاء الله تبارك الله
تبهرك السحب العظيمة بجمالها وعظم حجمها
منذ الوهلة الأولى التي رأيت فيها زنجبار تراء لي أني سبق وأن زرتها وعشت فيها .. ولم أجد لذلك تفسيراً إلا أن يكون زيارتي لمدينة صلالة عام 2003م أثر في ذلك..
أترككم مع بعض الصور من وسط الجزيرة
إحدى المزارع المحلية وسط الجزيرة
بعض من منازل السكان المحليين
وتستمر الحياة في كل مكان بأمر الله
والجدير بالذكر أن جزيرة زنجبار هي أكبر جزيرة منتجة للقرنفل في العالم وقد مررنا ببعض أشجار القرنفل في إحدى المزارع
شجرة القرنفل بين أشجار الموز وهي من الأشجار الطويلة الجذع
ثمار القرنفل قبل أن تتحول للون الأسود
القرنفل الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت عربي مصدره هذه الجزيرة الجميلة
يعيش السكان المحليين حياة بسيطة خالية من ضجيج المدينة والحضارة
أطفال من القرية يقضون يومهم الاعتيادي
سيارة نقل عامة
سوق على قارعة الطريق
بعد أن عدنا إلى العاصمة ستون تاون
نشاهد أنماط متنوعة من العمارة القديمة ذات الطابع العربي العماني
القنصلية العامة لسلطنة عمان هو ما تبقى من ولاية زنجبار تابعاً للسلطنة العمانية
ثمار النارجيل
فندق في وسط المدينة المزدحم بالفنادق والمباني القديمة
بعض منتجات البحر الطازجة التي يعج بها سوق المدينة ليلا على الساحل مباشرة ممتداَ لعشرات الأمتار
بعض آثار المدينة القديمة
من وسط الممرات والطرق الضيقة تجد منافذ نحو البحر مباشرة
منزل أثري قديم يخترقه طريق لمرور السيارات
الشاطئ في ستون تاون
مراكب الصيادين المحليين
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
قبيل مغادرتنا الجزيرة بعد أيام نسير على الأقدام متجهين لميناء المغادرة
هو البحر غص فيه إن كان راكداً واحذره إن كان مزبدا
ميناء ستون تاون قبيل مغادرتنا له متجهين نحو دار السلام
صورة من نهاية العبارة ونحن في قلب البحر مؤذنة بنهاية الرحلة نهاية رحلتنا في هذا الجزء الصغير من هذا العالم الفسيح المترامي الأطراف
نقول دائماً عظمة الله تتجلى في خلقه