بسم الله الرحمن الرحيم " فيتنام " عالم غامض من الطبيعة والجمال الجولة الرابعة إقليم سابا الجبلي
أواصل معكم الحديث مستعيناً بالله، جولتنا الأخيرة والقصيرة في الجزء الشمالي من دولة فيتنام
عظمة الله تتجلى في خلقه
بعد أن انتهينا من جولتنا في حقول الأرز واستمتعنا بتلك المناظر الجميلة .. انتقلنا إلى منطقة جبلية مشهورة تقع إلى الشمال الغربي من العاصمة هانوي بحوالي 240 إلى 380 كلم، أقصى الشمال الغربي على الحدود مع الصين، وهي منطقة مشهورة بجمالها الطبيعي ومدرجاتها الزراعية وجوها البارد وضبابها الذي لا يكاد ينقطع. وقد مكثنا فيها ليلتين ولكن لم يحالفنا الحظ في الاستمتاع بالمناظر التي من حولنا، بسبب الأجواء الغائمة والأمطار وكثافة الضباب. لذلك لم نتمكن من التقاط العديد من الصور، ولكنني حصلت على بعض الصور للمنطقة من مدير الفندق الذي أقمنا به، حيث زودنا ببعض الصور التي لديه لبعض أنحاء سابا.. مدينة سابا في هذا الإقليم الجبلي تعد مفترق طرق يصل بين الصين وفيتنام، وتضم مجموعة من القوميات والعرقيات المختلفة يشكل الهمونج 52% من مجموع سكانها البالغ حوالي 37,000 نسمة، وهي أعلى المناطق الجبلية المرتفعة في فيتنام ، حيث يصل أعلى قمة فيها حوالي 3143م فوق مستوى سطح البحر. وتعتبر هذه السلسلة الجبلية امتدادا لسلاسل أخرى تمتد حتى جبال الهملايا.
خريطة فيتنام ومسار الرحلة في شمالها
صورة لأحد الميادين العامة أثناء جولة لنا على الأقدام في وسط المدينة
تتميز هذه المنطقة بكونها مكاناً فريداً لكثير من النباتات النادرة والتي تستخدم في مجالات متنوعة كالطب وغيره
صورة أثناء تجوالنا على الأقدام في شوارع المدينة
تنتشر المحال التجارية والمقاهي في كل شارع
ما لبثنا حتى تلبدت الأجواء بالضباب والسحاب الكثيفة
من الحقائق الثابتة أن الضباب يغطي المنطقة 160 يوماً في السنة تقريباً.
مكان آخر من أرجاء المدينة الجبلية أثناء تجولنا على الأقدام
غرفة الفندق الذي أقمنا فيه .. ولا أنسى أن أذكر طيبة الشعب الفيتنامي واحترامهم الشديد للزائر
فمن المواقف العجيبة التي تدل على طيبة هؤلاء الناس إلى درجة غير معقولة. ما حدث في هذا الفندق حيث كان الجو بارداً جداً ، ووحدة التحكم بالتكيف أو التدفئة كتب عليها باللغة الصينية، فلم نشأ العبث بها، واكتفينا بالنوم واستخدام الأغطية المتوفرة وقد كانت كافية ... ولكن في اليوم التالي بينما كنا نتبادل الحديث مع مدير الفندق ، سألنا كيف قضيتم ليلتكم؟ فأجبناه كانت ليلة هادئة ولكن لم نتمكن من تشغيل المكيف على وضع الدفئة. فصدم الرجل أشد صدمة وأخذ يعتذر عن ذلك وكأن الفندق قد ارتكب جريمة في حقنا، فأخبرناه أن لا مشكلة وأن المسألة سهلة وبسيطة. إعتقدنا أن الأمر انتهى، ولكن الرجل ما لبث بضع دقائق حتى عاد وجثى على ركبتيه أمامنا وأخذ يعتذر من جديد بشكل عجيب حتى رحمناه. تلك الطيبة وصفها صديقي في الرحلة بأنها وصلت إلى حد السذاجة. حتى أنه في اليوم التالي عند مغادرتنا الفندق أصر الرجل على أن يحمل بنفسه أمتعتنا إلى السيارة.. حسبنا في البداية أن هذا التعامل خاص بشخص معين كهذا الرجل.. ولكن ما لبثنا حتى اكشفنا أن العديد من الناس هنا يحملون في داخلهم طيبة زائدة في التعامل مع الآخرين. وكأنهم يخشون شيء ماء. وهذا إن دل فإنما يدل على حياتهم القاسية التي مروا بها بعد الحرب التي ما زالت ذكرياتها القاسية في مخيلة الكبار منهم.
يعمل أكثر السكان في زراعة المدرجات
حيث تزرع الذرة والأرز بشكل واسع بسبب توفر الأمطار الغزيرة
انتشرت في الآونة الأخيرة الخدمات السياحية وخاصة الفنادق ، إلا أن معظمها يغلق أبوابه في فصل الشتاء
طفلة فيتنامية صغيرة تحمل في عينيها براءة الطفولة مصحوبة بالحزن والإحباط
الماء أرخص موجود وأغلى مفقود
بهذه الصورة الجميلة، أعزائي أختم وإياكم الجولة الرابع من رحلتنا في شمال فيتنام، فبسبب أحوال الطقس التي صادفتنا لم تمكن من المكوث لوقت أكبر. فإلى أن نلتقي في الجزء الجنوبي من فيتنام قريباً هذه تحية مني أخوكم حمد العسكر ومن صديقي العزيز الشاعر حمد العمار
أعتذر كثيرا عن تأخير عرضي لهذه الرحلة وغيرها من الرحلات التي قمت بها خلال السنوات والأشهر الماضية فهناك ما يشغلني عن إعداد تقاريرها، ولكن لعلي أبدأ مستعين بالله في طرحها تباعاً خلال الأيام والأشهر القريبة ترقبوا تقرير رحلتي إلى الصحراء الغربية والتي قمت بها العام الفائت تحت عنوان طريق بلا أكتاف رحلة عبر الصحراء الغربية إلى حدود موريتانيا
وتبقى العودة لأرض الوطن فرحة لا توصف ولا تقدر بثمن حفظ الله بلادنا من كل سوء ووفقني وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه
سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اضغط هنا للعودة إلى صفحة الموقع الرئيسة
|