بسم الله الرحمن الرحيم

"منغوليا" رحلة إلى المجهول من بقاع الأرض

المرحلة الرابعة : من أرض بركان Uran togoo إلى بلدة صغيرة قرب جسر نهر  Seleng river

 

 

خريطة توضح خطة سيرنا من موقع العائلة حول أرض البركان إلى جسر Seleng river

 

      نواصل رحلتنا في أراضي منغوليا الواسعة .. في الجزء الشمالي من البلاد متجهين نحو بحيرة Lake Hovsgol الجميلة قرب الحدود الروسية .. إلا أننا قبل أن نصل تلك البحيرة سوف نتوقف في بلدة صغيرة جداً قرب جسر يعبر نهر Seleng river الجميل ذلك النهر الذي يقطع مسافات طويلة في خطوط متعرجة شمال منغوليا ..

    تتمتع هذه المنطقة كغيرها بمروجها الواسعة وجداولها المتعددة ... وتربية الأغنام والخيول في نطاق واسع من الأرض .. وما يميزها بشكل ملفت وجود كثبان رملية ناعمة ونظيفة في مناطق متفرقة صغيرة تضفي جمالاً أخاذا على جمال الأرض. ومرتفعات خضراء تحيط بالجوار .. لذلك قررنا التوقف والمبيت قرب هذه الكثبان وحول النهر الجميل ، حيث وجدنا إحدى الأسر قد نصبت بعض الخيام والأكواخ لتأجيرها كاستراحات للمارة والعابرين بأسعار رخيصة جداً.

    حيث استأجرت كوخاً على جانب النهر ليوم وليلة واحدة .. أمضيت خلالها ساعات من العمر جميلة لا تنسى ... خالطها الحديث والجلوس والسمر مع أناس غاية في الطيبة والمرح ...

 

 أترككم مع الصور من الطريق إلى الوجهة

قطيع من الماعز يرعى وسط هذه المروج الجميلة

 

إلى جانب الماعز قطيع آخر من الضأن

 

تعتبر الأغنام مصدرا أساسيا للحياة في هذه المناطق النائية والبعيدة

 

إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

 

يربي المنغوليون الأبقار على نطاق واسع كمصدر للحليب واللحوم والأجبان

 

 

 

 مساحات تمتد مدى البصر خالية تحكي عظمة خالقها

 

الطريق تارة يتسع وتارة يتفرع وتارة يتلاشى

 

 

مجاري الجداول "الشعبان" تنمو فيها الأشجار الحولية

 

من حين لآخر نشاهد منازل مبعثرة وقرى صغيرة يعيش أهلها حياة الريف الممزوجة بالبداوة المنغولية

 

منزل أحد السكان على الطريق وإلى الخلف مئات القطعان من الأغنام التي يربيها

 

 

خلف المنزل يوجد هذا الجدول دائم الجريان مصدر عذب للماء

 

منزل آخر وجدول آخر وخيول وجمال أودعه الله في هذا المكان.. لا يعكره سوى الإطار الملقى في الماء

 

 

حول الجداول أشجار كثيفة من النباتات الحولية

 

أعمدة الطاقة المتجهة نحو بلدة Nurun

 

 

منزل وحظيرة ماشية مساكن تصنع من الأخشاب

 

نقترب الآن من قرية صغيرة على الطريق

 

تغير نوع الغطاء النباتي من المروج إلى الحشائش والأشجار

 

 

منزل من القرية التي مررت بها على الطريق وتوقفت فيها لشرب الشاي وتناول ما خف أكله

 

 

تحيط بهذه القرية مرتفعات تكسوها غابات مخروطية جميلة يستخدمها الإنسان في بناء المنازل

 

أترككم مع بعض الصور

 

 

 

 

أطفال يلعبون بكل براءة لا يعرفون موقعهم من الخريطة

 

جانب من القرية

 

جدول ماء عذب مصدره المرتفعات المجاورة

 

مطعم محلي وسط القرية المبعثرة المنازل

 

   حول هذه القرية وقبلها بمسافة لاحظت اختفاء الخيام المغولية بشكل مفاجئ وتزايد مساكن الخشب حيث تتوفر الأشجار التي يستخدمها الإنسان لبناء هذه المنازل الرائعة

     لا أنسى بأن أذكر بأن كل هذه المناطق التي مررنا بها في منغوليا تكسوها الثلوج خلال الشتاء الذي يمتد 8 أشهر ... شتاء طويل وقاسي جداً وصيف بارد معتدل قصير ... كانت رحلتي هذه لمنغوليا في ذروة فصل الصيف من العام 1433هـ ... والآن أنا أكتب هذه التقرير في فصل الشتاء ،، وبينما كنت أراقب درجات الحرارة من موقع www.accuweather.com  وجدت درجة الحرارة في هذه المنطقة التي نتابعها في الرحلة -33ْ تحت الصفر .. فسبحان الله الذي جعل الإنسان يتكيف مع هذا المكان القاسي مناخياً ..

      الآن أواصل معكم الرحلة نحو نهر Seleng وسنشاهد تغير مفاجئ في طبيعة الأرض فإلى جانب تلك المروج والجبال والأنهار سنجد الكثبان الرملية الجميلة التي تنتشر بشكل متقطع ... الأمر الذي يستوقفني للإقامة يوم وليلة في قرية صغيرة عند جسر عبور هذا النهر الجميل.

 

أترككم مع الصور وبعض التعليق

 

نشاهد بداية ظهور الرمال بوضوح على جوانب الطريق دليل على تغير نوع التربة

 

حظيرة للأبقار على جانب الطريق

 

تغير نوع العشب بسبب تغير التربته التي أصبحت رملية صفراء اللون

 

صورة توضح عمق التربة الرملية وتأثيرها على انتشار النباتات

 

تجمع الكثبان بشكل كبير حد من نمو النبات

 

بل حصل تغير في نوع الأشجار التي تنمو في المنطقة

 

 

ها قد وصلنا للقرية الصغيرة قرب جسر نهر Seleng

 

لعبور هذا الجسر يتوجب دفع رسم رمزي للحارس

 

وهذا ما سنقوم به غداً .. والآن مع بعض الصور من القرية الصغيرة

منزل من منازل القرية وآخر في الخلف.. ونشاهد الخيل الذي يستخدم للركوب والتنقل

 

 

سيارة جيب قديمة طال وقوفها في هذا المكان

 

نحو الجنوب الشرقي نرى تداخل الألوان نتيجة لتنوع النبات واختلاف التربة والتضاريس

 

امرأة تقود طفلتها وتسيران نحو الرمال الجميلة

 

تجلس المرأة على الرمال بعد أن خطت آثار أقدامهما هناك غير مدركة أنها وما حولها من صنع الله الذي أتقن كل شيء

أسأل الله أن يوصل لهم نور الإسلام في تلك البقاع من الأرض

 

       أخذت أتجول على أقدامي في هذه القرية الصغيرة وما حولها متأملاً صنع الله من حولي، لاهجاً لساني بذكره سبحانه لما أراه من حولي من جمال يحبس الأنفاس وأحاسيس تغمر المشاعر ... وكلما تذكرت موقعي البعيد عن بلدي وعن أهلي بل البعيد عن العاصمة المنغولية وتذكرت تلك الطرق البرية الطويلة التي قطعتها خلال أيام عدة أدركت ما أنا فيه من نعمة عظيمة لا يسعني إلا أن أشكر الخالق الذي سخر لنا هذه النعم وما كنا له مقرنين ... أدركت ما مدى ضعفنا على هذه الأرض وما مدى حاجتنا لله عز وجل وحاجتنا للتصور الصحيح للخلق من حولنا وللكون وللحياة التي نعيشها ... أرى كثيرا من الناس في الأرض تائهون بقلوبهم وإن أبصرت عيونهم ... وما ذلك إلا لغفلتهم وجهلهم بخالقهم ... من هنا أوجه رسالة إلى كل محب للدعوة ونشر الإسلام ... قائلاً له ما أسهل أن تكون ناشراً للحق وما أحوج الناس إلى ذلك .. الإسلام لم يصل هذه البقاع من الأرض بسبب عزلتها الجغرافية وجهلنا بها وبأهلها ... والآن من خلال ما رأيته وما التمسته من رحلتي هذه أقول لكل من راء في نفسه عزة للإسلام وقدرة على الدعوة لله عز وجل : إن هذه الأرض البعيدة وأهلها في انتظار الإسلام ... الناس بسطاء وخجولين ، الكثير منهم يسير بفطرته فلا دين لهم .. البلاد أمنة بإذن الله ، والكل يتقبل الآخر ... إن لم تسبقوا فسيسبقكم غيركم ممن هم محسوب على الدين والدين بريء منهم ... كلمات أبت إلا أن أقولها .. أسأل الله أن يكتب لي ولكم الأجر وحسن النية.

      أعود معكم لسياق الرحلة ...  تجولت في أرجاء المكان لأجد قرب النهر أسرة تعيش في منزل خشبي أحمر .. في مكان جميل ، قد نصبت فيه مجموعة خيام وأكواخ لتأجيرها على المارة والعابرين بأسعار رمزية ... استأجرت أنا ومرافقي كوخين على ضفاف النهر قضينا هناك يوما كاملا وليلة من أجمل الليالي .. التي تخللها سقوط الأمطار وصوت الرعود وأنوار البروق ...

 

أترككم مع بعض الصور من هناك

بيت الأسرة الأحمر حيث استأجرنا منهم مكان الإقامة حول النهر

 

كوخين استأجرنهما للإقامة على ضفاف النهر

 

من موقع الإقامة نشاهد الجسر على النهر وهذه الشجرة الكبيرة وسط المروج الخضراء

 

 

بيت الأسرة وبعض من متاعهم

 

لديهم بعض الخيام ... إلا أن تجهيز الأكواخ كان أفضل

 

ابنة صاحبة المنزل .. صغيرة وذكية وسريعة البديهة ... ظلت طوال اليوم ترافقنا على أقدامها

لا نعرف ماذا تريد أكلت ما لدينا من بسكويت مقابل ابتسامات مجانية ...

 

هذا الطفلة تساعد والدتها في جمع البيض وجلب الأغراض وتنظيف المكان رغم صغر سنها

 

 

 

 

الابن الأكبر يركب الجواد دون سرج وهو المسئول عن رعي الماشية وجلب الحوائج .. لا يعرف المدرسة في هذا المكان البعيد

 

شاحنة روسية قديمة مرت بالجوار أعجبتني كثيراً بشكلها المضحك والخروف المربوط في ظهرها

 

هذه سيارتنا الجميلة الصابرة طوال الرحلة ... أوقفتها قرب النهر حيث عرض علي أحدهم غسلها مقابل بعض المال ...

سوف أحدثكم لاحقاً عن قصة الإطار الاحتياطي وكيف فقد وسرنا طوال الرحلة بدونه دون أن ننتبه له إلا من خلال الصور ..

 

ضفاف النهر الجميل، أوقات قضيناها خلال النهار الذي تمتد ساعاته لأكثر من 17 ساعة،

حوله أعددنا طعامنا وشربنا الشاي الكيني الفاخر الذي أخذته معي

 

       لست ممن يحبذ تصوير الطعام ، لذلك قل ما أصور جلسات الطعام أو الأكل ،

ففي وقت الطعام  ينتهي عمل الكاميرا التي تشغل حاملها دائما، أستغل تلك اللحظات في شحن البطاريات وما شابه.

 

طائر جميل يحوم حول الحمى

 

محدثكم داخل الكوخ استعدادا للنوم ... مستخدما أنوار الشموع ... في انتظار يوم آخر حافل بالمتعة والمغامرة

 

محدثكم يتمنى لكم أمتع الأوقات واللحظات ... فإلى المرحلة الخامسة من الرحلة

 

كانت هذه المرحلة الرابعة من الرحلة  .. والآن ننتقل إلى المرحلة الخامسة من الرحلة بالضغط على الرابط التالي

 

المرحلة الخامسة:  نهر Seleng river إلى بحيرة  Khovsgol Lake الجميلة

 

سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته

اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

 

اضغط هنا للعودة إلى الصفحة الرئيسة