منغوليا الجزء الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم

"منغوليا" رحلة إلى المجهول من بقاع الأرض

المرحلة الثامنة: من بحيرة Terkh Lake إلى مكان عاصمة التتار كاراكوروم Kharkhorum

مروراً بـ بركان Khorgo volcano ثم أخدود chulunt وبعده صخرة Ikh Tamir المقدسة عندهم

خريطة مسارنا في الرحلة .. ونحن الآن حيث الدوائر السوداء

أعزاء الكرام أهلاً بكم معي من جديد لنواصل رحلتنا في براري منغوليا الجميلة ...

خرجت من منطقة البحيرة السابقة بعد ليلة ماطرة ونهار جميل محتسباً الأجر عند الله سبحانه وتعالى في مرافقي .. ذاكرا ما حصل بيني وبينه لكم بغية إيصال رسالة قصيرة مفادها لا تبخل على نفسك وحاول أن تسعى ولو بالقليل من خلال معاملتك وقولك وفعلك في نقل صورة عن دينك .. قد يهتدي على يدك شخص ويكتب لك أجر عظيم .. وقد يتبعه خلق عظيم .. أسأل الله أن يحسن نوايانا وأن يغفر لنا ..

وأنا والله لم أنوي دعوة ذلك الشاب للإسلام أو أجتهد في أمره قبل سفري ... وإنما سارت الأمور كما أرادها الله سبحانه وتعالى .. أسأل الله أن يثبت قلبه ويدله على الحق ...

أعود معكم إلى مسار الرحلة ... ما أن سرنا حتى وصلنا إلى منطقة بركانية تسمى كورقو بها بركان خامد Khorgo volcano وحمم منتشرة في كل مكان ..

أثناء خروجنا من منطقة البحيرة

الافا البركانية المتحجرة في منطقة بركان Khorgo

الرماد البركانية يغطي الأرض ..

صورة لفوهة البركان Khorgo وقد طمرت بالانهيارات

في الطريق مررنا بقرية صغيرة تسمى Tariat

آثار سقوط الأمطار المتواصلة

يومين تساقطت فيها الأمطار دون توقف .. غمرت الأرض بكميات كبيرة من المياه .. تكون إثرها الطين في الطرقات

في الطريق مررنا بهذا الأخدود أخدود "chulunt" والذي تجري فيه المياه طوال العام

سبحان الله العظيم

سيارتنا لم تكل أو تمل في هذه الطرق الوعرة .. تقف إلى جانب الطريق قرب الأخدود

يمتد الأخدود مسافة طويلة نحو الشرق

ونحو الغرب

سرنا طويلاً حتى وجدنا طريق معبداً لم نفرح به كثيراً حيث انقطع بنا بعد بضع كيلومترات

استمر سقوط الأمطار لساعات دون توقف

عاد الطريق غير معبد بعد مسافة قصيرة من فرحتنا بالإسفلت

ثم عادت الطرق المعبدة مرة أخرى مع مناظر السهوب الخلابة

عظمة الله تتجلى في خلقه

منزل قرب غابة على جانب الطريق

حواجز جوانب الطريق من الطبيعة

مررنا بصخرة يسمونها Ikh Tamir يعتقد البعض أنها مقدسة .. ويحج إليها بعض الناس ليطوفوا بها سيراً أو على الدواب كما سول لهم من البوذيين وخاصة أهل التيبت .. والبعض يعتبرها نصب تذكارية لمعتقدات وخرافات متنوعة

قرب منطقة الصخرة حيث توقف السيارات خارجاً

لافتة تحوي معلومات ونبذة عن الصخرة

حيوان الياك يستخدم للركوب والطواف حول الصخرة لمن لا يرغب السير

شابان يعرضان علي الركوب بلغتهم .. طبعاً لم أركب ولن أركب على ثور. ولمثل هذا الأمر

الصخرة المقدسة في معتقدات البعض منهم

مطوف وزائر وثور

عجبت لأمرهم ورحلت حامداً ربي على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

سرنا بعد ذلك حتى مررنا مدينة Tsetserleg التي توقفنا فيها للتزود بالوقود والمؤن .. وتذوقنا فيها الطعام اللذيذ الذي تشتهر به حيث صالونة السمك الطازج الذي يجلب من البحيرات والنهر القريب منها ..

المدينة عندما اقتربنا منها ونشاهد التخطيط العمراني المنظم لبيوتها الخشبية الجميلة بشوارعها الترابية

سبحان الله في كل مكان من الأرض من يعمرها وآخر يفسدها

لاحت في الأفق أجواء عاصفة مطرية

صور من مدينة Tsetserleg

متاجر عامة وسط المدينة

أقمنا يوماً وليلة في هذه المدينة الجميلة في أحد الفنادق الجيدة وأخذنا فيها جولة على الأقدام

تساقط الأمطار .. صورة في الصباح الباكر عند خروجي من الفندق

تركنا المدينة خلفنا لنواصل الرحلة

صور من الطريق مواصلين الرحلة نحو عاصمة التتار

لافتة توضح المسافات نحو المدن .. تبقى 82كم عن عاصمة التتار كاركهورم KHARKHORUM

حيث كانت تنطلق جيوش جنكيز خان لغزو البلدان

حظينا بطريق معبد وعودة للطبيعة البكر

سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته

وصلنا إلى عاصمة المغول سابقاً المسماة حاليا بمدينة Kharkhorum والتي صارت بلدة صغيرة منازل أهلها من الخشب .. لا تكاد تذكر حتى في وسائل الإعلام ... في هذه البقعة كان يعيش جنكيز خان وهولاكو ومن هنا كانت جيوشهم الهمجية تغزو العالم ... ولعل أسوء ما أصاب المسلمين منهم غزوهم للعراق وقتلهم لأكثر من مليون مسلم .. وزحفهم على بلدان عديدة في آسيا ...

اليوم لم يعد شيء من ذلك المجد والجبروت في هذه الأرض وإنما الضعف والخجل والقلة.. دفنت عاصمة التتار الحقيقية تحت الأرض ... ولم يبقى سوى قلعة واحد بنيت بعدهم في زمن طويل بعد زوال حكم هولاكو .. فقبل 427 سنة من اليوم بنيت هذه القلعة التي تسمى

"دير Erdene Zuu Monastry" بناها البوذيون القادمون من التبت

سوف آخذكم على عجالة في هذه المدينة وقلعتها التي أصبحت ديراً يزوره محبي التاريخ والآثار من خلال الصور