الجزء الثالث والعشرون

أهلاً وسهلاً بكم مع أخوكم حمد العسكر في الجزء الثالث والعشرون من رحلته في جبال الأنديز

 

( جمهورية بيرو ... مدينة كوسكو Cuzco )

كوسكو

    كوسكو مدينة قديمة تقع في جنوب شرق بيرو ، بالقرب من Urubamba الوادي المقدس في جبال الأنديز. تمتد في جميع أنحاء وادي نهر Huatanay وهي عاصمة منطقة كوسكو ، يقدر عدد سكانها بحوالي 360 ألف نسمة. وهي مدينة تقع في جبال مرتفعة من سلاسل جبال الأنديز ... حيث متوسط ارتفاعها 3400م فوق مستوى البحر. وحولها ترتفع الجبال من 3300م إلى 6000م حتى أعلى قمة هناك قمة نيفادو البالغ ارتفاعها 6271م شمال غرب كوسكو بـ 60كم.

   بنيت المدينة في عصر الإنكا من قبل حضارتهم التي استوطنت تلك الجبال النائية والوعرة كما سنعرف ذلك. تأثرت المدينة كلياً بالغزو الإسباني في القرن 15 الميلادي. وبنيت آن ذك الكنائس والمعابد والمباني التي أخذت طابعاً معمارياً أسبانيا.

     وصلت مدينة كوسكو منتصف الليل حيث كانت الطريق في آخر 200كم جبلية وعرة تسير عبر أودية منحدرة وأنا أتجه صعودا طوال الوقت ملتفاً حول تلك الجبال تارة وصاعد تارة ونازل تارة أخرى. ..  توجهت فور وصولي نحو فندق حجزته مسبقاً ..  لأرتاح من عناء الطريق وتعبه ... وقد كان الجو بارداً جداً حيث درجة الحرارة 4 درجات مئوية.  لذلك قضيت ليلتي نائماً بالفندق ، وجزء كبيراً من نهار اليوم التالي .. وعند المساء من اليوم التالي صليت المغرب والعشاء جمع تقديم ثم خرجت بعد أن زال عني تعب السفر والقيادة من غرفتي لأخذ جولة ليلية وسط مدينة الكوسكو القديمة ..

أترككم مع تلك المشاهد من المدينة المتناهية القدم

 

مع الخرائط التوضيحية أولاً

خريطة البيرو توضح الحدود المجاورة

 

مخطط سير رحلتي في جمهورية البيرو حتى مدينة كوسكو

 

ملاحظة : جميع الصور التالية ملتقطة بسرعات بطيئة "ليلية" لذلك تبدو بعضها في غير وقتها.

وهي صور للمباني القديمة المجتمعة حول ساحة الكنائس التي بناها الأسبان

 

 

صورة لأحد الشوارع عند خروجي من الفندق

تبدو المدينة بشوارع مرصوفة حجرية قديمة

 

حتى المباني مبنية من الحجر القديم

 

إحدى المباني الأسباني القديمة

 

الشارع الرئيس مرصوف بالحجارة يخترق قلب المدينة القديمة

 

نشاهد في الخلف تبعثر أضواء المنازل على الجبال

 

جانب آخر يظهر المارة من السياح والسكان يتجولون

 

باب إحدى المباني العملاقة الدينية التي بناها الأسبان أيام الاستعمار

 

هذه الصور غير معالجة .. والضوء الأصفر ناتج عن الإنارة الموضوعة هناك لتضفي شيء من المنظر الليلي على المباني

 

جانب آخر حول الساحة

 

 

والآن أترككم مع أبرز البنايات الكبيرة هناك

مجموعة من المحال التجارية اصطفت على طول الطريق

 

مجموعة من الناس تجمهروا في الساحة وقد غمرهم الفرح والرقص أمام فرقة موسيقية

 

صورة للفرقة الموسيقية بعد أن التففت خلفهم تظهر لنا في الخلف المتاجر وخلفها مباني قديمة أخرى

والمنازل البعيدة في الجبال على طرف المدينة نحو الغرب تتلألأ كالنجوم

 

مضيت في سبيلي ورأيت هذه السيارة القديمة فأعجبتني لألتقط لها هذه الصورة من الخلف

 

وهذه الصورة من الأمام

 

 بعد ذلك تجولت في بعض المحال التي كانت تبيع منتجات محلية من المنسوجات والصناعات اليدوية

 

اشتريت هذا اللباس من أحد المحلات ولبسته فوراً حيث شعرت بالبرد هناك

 

   عفوياً سألت بالإشارة طبعاً صاحبة المتجر عن مكان صنع هذه الملابس المحلية .. فأشارت لي إلى مكان قريب حيث هناك امرأة وعائلتها متخصصون في صناعة وصباغة هذه المنسوجات الرائعة

   ذهبت لأرى كيف تصنع هذه المنسوجات ، فهيا بنا أخذكم معي نحو هذه الزيارة الليلة العفوية نكتشف من خلالها سر هذه الألوان المميزة وحقيقة قلوب أهل المنطقة وأقصد بهم السكان الأصليين الإنكا.      أعتذر من عرضي لصور النساء

 

زيارة امرأة وبناتها

 

رحبت بي هذه المرأة في فنائها المتواضع أيما ترحيب  وأخذت تشرح لي بلغة محلية لم أفهمها ..

حتى أشرت إليها لتحدثي بالإشارة .. وبحكم اختلاطها بالسياح تحدثت بانجليزية ركيكة مثلي ..

قالت سأريك كيف تصنع الملابس ..وبدأت مجتهدة طوال ساعة من الزمن مع بناتها .. في خط إنتاج رائع.

 

يقومون بجمع الشعر والصوف من الحيوانات وأعتقد أن اللاما واحدة منها ..

 

تشرح كيف يصنعون اللون الزاهي الذي لا يزول بغسله أبداً

 

أحضرت الشعر أو الصوف وشيء من الصبار للشرح

 

ثم أحضرت مجموعة من الأوراق التي جمعت من نباتات خاصة بعناية فائقة

 

ثم تقوم البنت بطحن الأوراق واستخلاص اللون المناسب من خلال خلطها بالماء .. أهل صنعة محترفون

ثم تمزج الخليط بالصوف أو الشعر الذي فتل مسبقاً وأصبح مجموعة خيوط .. ثم يترك ليجف لليوم التالي

ويستخدم فيما بعد في النسج وصناعة الملبوسات ... وقد يمر بمراحل لم أفهما.

 

ثم مرحلة الحياكة ... وهي نوعين هذه الأولى تقوم بها البنت الصغيرة

 

وهذه طريقة ثانية تقوم بها البنت الكبيرة

 

وتبقى الأم توجهن وتعلمهن كي يصبحن بارعات في الصنعة

 

هذا أحد المنتجات جاهز للتسويق

 

وهذه الأم أمام منتجاتها .. وقد اشتريت شيء منها

 

وهذا محدثكم مع بنتيها الصغيرتين وقد قدمت لهما هدية متواضعة فرحوا بها كثيراً

 

ما عظم تقدير الآخرين واحترامهم ، شعور يصعب وصفه .. فرحوا كثيراً بلقائي وكانت معاملتهم غاية في الطيب واللطف .. حتى خرجت مسروراً منهم ومن لقائهم ...

 ذهبت بعد ذلك أفتش عن طعام أسكت به صرير معدتي.

 

وجدت أحد المطاعم فدخلته لأتناول وجبة العشاء .. وقد كان الطعام جيداً ..

وقد أدهشني طبخهم للأرز المشابه لطبخنا .. والسعر المناسب والمعاملة اللطيفة

 خرجت من المطعم وعدت سيراً نحو الفندق مروراً ببعض الأزقة والطرقات القديمة

 

طريق ضيق وسط المباني يؤدي إلى الفندق نحو الجهة الأخرى

 

محدثكم في غرفة الفندق الحجرية الدافئة يتمنى لكم السعادة في الدنيا والآخرة

 

سرير النوم في غرفتي بالفندق العجيب .. تصبحون على خير

 

في الصباح الباكر لملمت أوراقي وأشيائي .. واتجهت إلى الطابق العلوي حيث مطعم الفندق لتناول وجبة الإفطار .. ومن هناك التقطت صوراً لبعض منازل هذه المدينة القديمة توضح لنا شكل المدينة من الخارج.

 

من نافذة مطعم الفندق في العلية .. 3 صور لمدينة الكوسكو تظهر كم هي قديمة وكبيرة الحجم

 

 بعد ذلك خرجت وركبت سيارتي متوجهاً نحو الخروج من كوسكو نحو وجهة جديدة في جبال الأنديز

 

هذه بعض الصور في النهار لبعض ما صورته ليلاً

الطريق الذي صورته ليلاً أثناء عودي للفندق

 

شيء من المباني الأثرية أمام الساحة

 

المتاجر والمحال وهي مغلقة في الصباح بعد أن كانت تعج بالضجيج ليلاً

 

حامل البوق ونافخ المزمار

 

ومن أمام الطابور المدرسي عند إحدى المدارس .. أختم هذا الجزء المختصر لمدينة الكوسكو

لكي أواصل الرحلة معكم نحو مكان جديد من رحلتي في جبال الأنديز ..

 

أحبائي إلى هنا أنهي الجزء الثالث والعشرون من رحلتي في جبال الأنديز ...

نلتقي بعون الله في الجزء الرابع والعشرون فإلى هناك

 

نقول دائماً

عظمة الله تتجلى في خلقه

اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

 

إلى الجزء الرابع والعشرون

( من كوسكو Cuzco إلى مدرجات Pisac على الوادي المقدس )