الجزء التاسع

أهلاً وسهلاً بكم مع أخوكم حمد العسكر في الجزء التاسع من رحلته في جبال الأنديز

(الأكوادور...من Azogues إلى Cuenca ثم NACional CAJAS المتنزه الوطني على ارتفاع تجاوز 4100م )

 

     بسم الله ...  لا شك أن متعة السفر والتنقل والمشاهدة والتعرف على المعالم الطبيعية والبشرية لها لذة لا تقاوم عند الكثير..  وأمتع منها التأمل الذي يصاحب المرء طوال الرحلة وخاصة عندما يرى شيء لم يألفه من قبل .. عجب مني البعض يقول أنت لا تستقر في مكان واحد أكثر من 3 أيام ... وأنا أعجب ممن يسافر فيقيم طوال رحلته في غرفة الفندق أو في مكان لا يبرحه وإن تعداه للآخر مثله، وإن سأل عما صنع استحى من ذكره أو أسر به لخاصته ... حارما نفسه اللذة الحقيقية من السفر فائدة ومتعة حقيقية لما يشاهده تدعوه للتأمل والتفكر ومراجعة النفس والمناجاة والتذكر لنعم الله وعظيم صنعه من حولنا. ما أجمل أن يرسم المرء من سفره كل ما هو عزيز وجميل ومفيد.

أعود معكم إلى موضوع مسار الرحلة الذي خرجت عنه ... بعد أن شاهدنا شيء مما مضى أواصل السير بعد قضاء ليلة هادئة نحو الجنوب الغربي نحو مدينة Cuenca ثم جنوباً عنها إلى Loja انظر الخريطة أسفل. ثم العودة والتوجه غرباً نحو منطقة مرتفعة وعالية في الجبال وشديدة البرودة جعلت محمية طبيعية هناك.

 

     خط سير الرحلة لمتابعة ومعرفة مواقع المدن والبلدات المصاحبة

 

خريطة توضح مسار الرحلة نحو الوجه التالية

 

لافته توضح الطريق نحو مدينة Cuenca

 

صورتين من الطريق

 

مدينة Cuenca

كوينكا (الاسم الكامل سانتا آنا دي لوس ريوس دي كوينكا كواترو) هي عاصمة مقاطعة أزواي . تقع على متوسط ارتفاع 2600م فوق مستوى سطح البحر ... وهي من المدن التراثية حيث صنفتها اليونسكو وأطلقت عليها صندوق التراث العالمي. بسبب ما تحويه من المباني التاريخية العديدة.

يقدر عدد سكانها بحوالي 500.632 نسمة ، يعمل معظمهم في الصناعة الحرفية والزراعة. وتعتبر المدينة هي الأقرب إلى المتنزه الوطني Cajas يمر قربها أربعة أنهار قادمة من مرتفعات المتنزه Cajas

أترككم مع بعض الصور من المدينة ثم المتنزه الذي يقع في مناطق شاهقة الارتفاع

 

أسقف بعض المنازل عند مدخل المدينة

 

أشجار معمرة بقايا من غابات أزالها الإنسان قبل سنين عدة

 

أحد الميادين الصغيرة

 

جانب من المدينة

 

بداية المدينة القديمة مركزها حالياً

 

عملت الأسقف بهذا الشكل لكثرة سقوط الأمطار

 

الشارع الرئيس ويظهر هدوء المدينة خلال هذا اليوم

 

بعض المباني التراثية التي أعيد ترميمها والتي تتميز بها المدينة

 

بائع متجول يبيع المشروبات الباردة للمارة

 

مكثت في هذه المدينة ليلة كاملة ... ثم خرجت منها في اليوم التالي نحو مدينة صغيرة في الجنوب اسمها Loja .. ولكن لسوء الأحوال المناخية في ذلك اليوم لم أتمكن من التصوير حيث الضباب الكثيب ... الذي يحد من الرؤية طوال الطريق ... وصلتها ثم سلكت طريقاً نحو الغرب يؤدي إلى الحدود مع البيرو ... حتى وجدت طريقاً ريفياً نحو الشمال عدت معه إلى مدينتنا الحالية Cuenca لكي أتجه غرباً نحو المحمية الطبيعية ثم الساحل الغربي للبلاد ... ولكي أحض بمشاهدة الطريق الذي يصل الجبال بالسهل. فإلى هناك

 

المحمية الطبيعية

NACional CAJAS

هي متنزه وطني طبيعي جميل شديد البرودة ويعتبر حديقة وطنية في مرتفعات الإكوادور. يبعد حوالي 30 كيلومترا إلى الغرب من كوينكا، عاصمة مقاطعة أزواي. مساحته حوالي  285.44 كيلومتر مربع (28544 هكتار) يقع بين ارتفاع 3100متر إلى 4450متر فوق مستوى سطح البحر. ويطغى الغطاء النباتي التندرا على المشهد من التلال والوديان. أعلن حديقة وطنية في 5 نوفمبر ، عام 1996م.

أترككم مع الصور من الطريق نحو المحمية الجميلة ... ولا أنسى أن أذكر لكم أن هناك مشاهد من جمال الطبيعة التي حبها الله لتلك المنطقة يعجز اللسان وصفه.

 

صورة من الطريق الريفي أثناء العودة من Loja

 

صورة من الطريق  أثناء العودة قاصداً المحمية

 

بعض القرى الريفية مبعثرة على الجبال

 

بعد أن اتجهت غرباً الطريق المؤدية نحو المتنزه الوطني

 

يزداد الطريق جمالاً وروعة

 

وتزيد السحب المنظر بهجة

 

أحد المقاهي الصغيرة التي يمر عليها الطريق

 

سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضاء نفسه ومداد كلماته

 

الخيول البرية السائبة تنتشر في الأرجاء وغالباً ما تشاهد حول الطريق

 

لم يجد غير هذا المكان ليقيم فيه المنزل ... وفي الأسفل نهر "جدول " سريع الجريان قادم من ذوبان الثلوج في القمم

 

الكل سعيد هنا حتى الحيوان

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

لوحة من الجمال الطبيعي تحكي عظمة خالقها

 

بعض المنازل الريفية المتناثرة في هذه الجنة الدنيوية

 

لافتة عند أحد مداخل المتنزه

 

حول المدخل منازل متفرقة في مزارع متجاورة

 

سلكت طريق المتنزه مسافة ليست بطويلة حيث الخنفساء لا تملك قدرات الدفع الرباعي

 

السحب تعانق الجبال

 

الطريق نحو الداخل ونشاهد بعض المزارع حوله

 

أحد الأنهار العذبة الباردة في المحمية .. مياه ذوبان الثلوج

 

محدثكم في هذا المكان الجميل أمام النهر الصغير قائلاً عظمة الله تتجلى في خلقه

 

عدت بعد ذلك نحو الطريق المعبد الذي يقطع المتنزه من الشرق إلى الغرب

 

قليل من السيارات تمر بهذا الطريق ... فخلال ساعات عدة قلة من السيارات مرت بي وخاصة الشاحنات

 

طوال الطريق والسحب تحجب كثير من القمم التي تكسوها الثلوج

 

أحد الأنهار على الطريق عندما توقفت للراحة

 

مشاهد من جنان الأرض تمتع الناظر وتشرح الصدر وتحي اللسان بذكر الخالق المنان

 

يختفي الغطاء النباتي بسبب انخفاض درجات الحرارة الشديد الناتج عن الارتفاع

 

تنخفض درجات إلى ما دون الصفر وخاصة في الليل

 

بعض حشائش التندرا اليابسة على ارتفاع يفوق 4000م فوق سطح البحر

 

مياه الثلوج العذبة شديدة البرودة

 

بحيرة على ارتفاع 4100م تكاد تتجمد من شدة البرد

 

الطريق شبه المهجور مخدوم بكل وسائل السلامة في هذه المنطقة النائية

 

بعض حيوانات اللاما التي لا تعيش إلا في المناطق المرافعة وخاصة جبال الأنديز

 

عظمة الله تتجلى في خلقه

 

على الطريق بلغ الارتفاع حوالي 4161م فوق  مستوى سطح البحر.

 

لافتة توضح أعلى ارتفاع على الطريق حوالي 4167م ... بينما بعض القمم يتجاوز ارتفاعه 4600م

 

شدة البرودة أخفت خضرة الطبيعة التي كحلت أعيننا فما مضى

 

بوابة نهاية المحمية من الغرب ... 

 

الجدير بالذكر خلال انتقالي الطويل في الإكوادور لم أمر على أي نقطة تفتيش أو أشاهد حوادث سير أو رجال أمن في غير المطار وبعض المواضع البسيطة ولله الحمد ... وهذا دليل على وجود الأمن والوعي الشديد لدى الناس في احترام الأنظمة والقوانين.

فقط ما يقلق الدولة والناس في هذه البلاد هو تجار المخدرات الذين تسعى الدولة في محاربتهم بكل وسائلهم المتاحة.

أسأل الله أن يديم الأمن على الجميع ويحل السلام والإسلام بين الأوطان .

 

محدثكم يختم معكم هذا الجزء الجميل متمنياً لكم أوقاتاً عامرة بذكر الله وسعيدة يعمها الرخاء والرفاهية

 

أحبائي إلى هنا أنهي الجزء التاسع من رحلتي في جبال الأنديز ... ونلتقي بعون الله في الجزء العاشر فإلى هناك

نقول دائماً

عظمة الله تتجلى في خلقه

اللهم أغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

 

تابع بالضغط على

الجزء العاشر

( من NACional CAJAS  إلى  السهل الغربي من الأكوادور )